[فصل] في أفعال الله جل وعلا
  بالمتولد، ومن فعل فعلاً غير متولد ولم يقتل به، وذلك باطل.
  ابن الولهان: فعل المعصية ليس من العبد بل من الشيطان يدخل في العبد، فيغلبه على جوارحه، ويتصرف فيها.
  قلنا: لو كان كذلك لم يجز العقاب عليها؛ لأن ذلك ظلم، والله سبحانه يقول: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤].
[فصل] في أفعال الله جل وعلا
  وأفعال الله تعالى أفعال قدرة لا غير(١)، وهي نفس المفعول عَرضاً كان أو جسماً أو فناء.
  البصرية، والبرذعي(٢)، وابن شبيب(٣): بل يحدث الجسم أو يفنيه بعرض.
  البصرية: ولا محل له.
  ابن شبيب: بل يحل في العالم عند فنائه ويذهب.
  أبو الهذيل(٤): بل بقوله: (كن).
  قلنا: يستلزم الحاجة إليه لإحداث الأجسام، وإن سلم فلا يعقل عرض لا محل له، والقول: عبارة عن إنشائه تعالى للمخلوق.
(١) أي ما أراده الله كان ووجد وثبت من غير واسطة شيء.
(٢) هو من معتزلة بغداد من الطبقة الثامنة.
(٣) هو محمد بن شبيب من الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة، أخذ عليه المعتزلة قوله بالإرجاء، واعتذر عن ذلك بقوله: إنما وضعت هذا الكتاب في الإرجاء لأجلكم، فأما غيركم فإني لا أقول فيه ذلك. تمت من حواشي الإصباح على المصباح.
(٤) هو محمد بن الهذيل بن عبدالله بن محكول العلاف، شيخ البصرة من كبار المعتزلة سمي بالعلاَّف: لأن داره بالبصرة كانت عند سوق العلف، ولد سنة ١٣١ هـ وأخذ الكلام عن عثمان الطويل، وعثمان عن واصل، وروى الحديث عن محمد بن طلحة وأخذ عنه الكلام أبو يعقوب الشحام وليس بذاك في الرواية. قال ابن خلكان: له مجالس ومناظرات وهو من موالي عبدالقيس، حسن الجدل قوي الحجة كثير الاستعمال للأدلة الإلزامية، وقال الحاكم: أسلم على يده سبعة آلاف نفس، توفي بسامراء سنة ٢٣٥ هـ على الأصح. تمت من حواشي الإصباح على المصباح.