الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

معنى القضاء

صفحة 88 - الجزء 1

  قلنا: تزيين القبيح صفة نقص، والله يتعالى عنها.

  قالوا: قال تعالى {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}⁣[الأنعام: ١٠٨].

  قلنا: المراد من الآية عملهم اللائق لهم، وهو المفروض والمندوب، زينه الله تعالى بالوعد بالثواب والسلامة من العقاب، فلم يقبلوا إلا ما زينه الشيطان من المعاصي كما قال تعالى {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}⁣[الأنفال: ٤٨]، أي: التي عملوها من المعاصي.

معنى القضاء

  والقضاء بمعنى الخلق، قال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}⁣[فصلت: ١٢].

  وبمعنى: الإلزام، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}⁣[الإسراء: ٢٣].

  وبمعنى: الإعلام، قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}⁣[الإسراء: ٤] فيجوز أن يقال: الطاعات بقضاءٍ من الله، بمعنى: إلزامه لا بمعنى خلقها، خلافاً للمجبرة.

  قلنا: صحة الأمر بها والنهي عن تركها ينافي خلقه تعالى لها ضرورة، وأيضاً هي تذلل، فيلزم أن يجعلوا الله متذللاً، وذلك كفر.

  العدلية: ولا المعاصي بمعنى خلقها بقدرته، أو ألزم بها، خلافاً للمجبرة.

  لنا: ما مر.

[معاني القدر]

  والقدر بمعنى: القدرة والإحكام، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}⁣[القمر: ٤٩].

  وبمعنى: العلم، قال تعالى: {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}⁣[الشورى: ٢٧].

  وبمعنى القَدْر، قال تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}⁣[الرعد: ١٧].

  وبمعنى: الإعلام، قال العجاج⁣(⁣١):


(١) هو رؤبة بن عبدالله بن العجاج بن رؤبة التميمي السعدي، أبو الجحاف، راجز من =