معنى القضاء
  قلنا: تزيين القبيح صفة نقص، والله يتعالى عنها.
  قالوا: قال تعالى {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}[الأنعام: ١٠٨].
  قلنا: المراد من الآية عملهم اللائق لهم، وهو المفروض والمندوب، زينه الله تعالى بالوعد بالثواب والسلامة من العقاب، فلم يقبلوا إلا ما زينه الشيطان من المعاصي كما قال تعالى {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ}[الأنفال: ٤٨]، أي: التي عملوها من المعاصي.
معنى القضاء
  والقضاء بمعنى الخلق، قال تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ}[فصلت: ١٢].
  وبمعنى: الإلزام، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء: ٢٣].
  وبمعنى: الإعلام، قال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}[الإسراء: ٤] فيجوز أن يقال: الطاعات بقضاءٍ من الله، بمعنى: إلزامه لا بمعنى خلقها، خلافاً للمجبرة.
  قلنا: صحة الأمر بها والنهي عن تركها ينافي خلقه تعالى لها ضرورة، وأيضاً هي تذلل، فيلزم أن يجعلوا الله متذللاً، وذلك كفر.
  العدلية: ولا المعاصي بمعنى خلقها بقدرته، أو ألزم بها، خلافاً للمجبرة.
  لنا: ما مر.
[معاني القدر]
  والقدر بمعنى: القدرة والإحكام، قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: ٤٩].
  وبمعنى: العلم، قال تعالى: {وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}[الشورى: ٢٧].
  وبمعنى القَدْر، قال تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}[الرعد: ١٧].
  وبمعنى: الإعلام، قال العجاج(١):
(١) هو رؤبة بن عبدالله بن العجاج بن رؤبة التميمي السعدي، أبو الجحاف، راجز من =