فصل [في بيان الحكمة من خلق المكلفين]
  قلنا: من أهان وليه وأعز عدوه فلا شك في سخافته، والله سبحانه يتعالى عن ذلك.
  وأيضاً ذلك شك في آيات الوعد والوعيد، والله سبحانه يقول: {لَا رَيْبَ فِيهِ} فهو رد لهذه الآية.
  وقال قوم: يعذب الله أطفال المشركين؛ لفعل آبائهم القبائح.
  قلنا: ذلك ظلم قال تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}[الكهف: ٤٩] وقال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤].
فصل [في بيان الحكمة من خلق المكلفين]
  والله تعالى متفضل بإيجاد الخلق مع إظهار الحكمة.
  العدلية: خلق الله المكلف ليعرضه على الخير.
  المجبرة: بل للجنة أو النار.
  لنا قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦] الآية.
  وإلزامه تعالى لهم عبادته عرض على الخير الذي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار؛ إذ لا يكون ذلك لأحد من المكلفين إلا لمن عبده تعالى لما يأتي(١) إن شاء الله تعالى.
  قالوا: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ .... الآية}[الأعراف: ١٧٩].
  قلنا: اللام فيه للعاقبة، كقوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}[القصص: ٨].
  العدلية: وخلق الله غير المكلف: الجمادات لنفع الحيوان مجرداً عن اعتبار غير العقلاء، ومعه للعقلاء.
  وسائر الحيوان غير المكلف؛ ليتفضل عليه، وفي كل حيوان اعتبار.
(١) في فصل الإثابة. تمت من كتاب عدة الأكياس