الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في بيان الحكمة من خلق المكلفين]

صفحة 91 - الجزء 1

  قلنا: من أهان وليه وأعز عدوه فلا شك في سخافته، والله سبحانه يتعالى عن ذلك.

  وأيضاً ذلك شك في آيات الوعد والوعيد، والله سبحانه يقول: {لَا رَيْبَ فِيهِ} فهو رد لهذه الآية.

  وقال قوم: يعذب الله أطفال المشركين؛ لفعل آبائهم القبائح.

  قلنا: ذلك ظلم قال تعالى: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}⁣[الكهف: ٤٩] وقال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}⁣[الأنعام: ١٦٤].

فصل [في بيان الحكمة من خلق المكلفين]

  والله تعالى متفضل بإيجاد الخلق مع إظهار الحكمة.

  العدلية: خلق الله المكلف ليعرضه على الخير.

  المجبرة: بل للجنة أو النار.

  لنا قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}⁣[الذاريات: ٥٦] الآية.

  وإلزامه تعالى لهم عبادته عرض على الخير الذي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار؛ إذ لا يكون ذلك لأحد من المكلفين إلا لمن عبده تعالى لما يأتي⁣(⁣١) إن شاء الله تعالى.

  قالوا: قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ .... الآية}⁣[الأعراف: ١٧٩].

  قلنا: اللام فيه للعاقبة، كقوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}⁣[القصص: ٨].

  العدلية: وخلق الله غير المكلف: الجمادات لنفع الحيوان مجرداً عن اعتبار غير العقلاء، ومعه للعقلاء.

  وسائر الحيوان غير المكلف؛ ليتفضل عليه، وفي كل حيوان اعتبار.


(١) في فصل الإثابة. تمت من كتاب عدة الأكياس