فصل [في الدلالة على أن الله عدل حكيم]
  والنسبة في لغة العرب من الإثبات لا من النفي، كثنوي لمن يثبت إلهاً ثانيا مع الله لا لمن ينفيه، ولأنهم يلهجون به.
  ولما روي عن النبي ÷ في المجوس: «أن رجلاً من فارس جاء إلى النبي ÷ وقال: رأيتهم ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم، فإذا قيل لهم: لم تفعلون ذلك؟ قالوا: قضاء الله وقدره. فقال ÷: «أما إنه سيكون من أمتي قوم يقولون مثل ذلك». وقال ÷: «القدرية مجوس هذه الأمة»(١) ولا يشبههم أحد من الأمة غيرهم.
فصل [في الدلالة على أن الله عدل حكيم]
  العدلية: والله تعالى عدل حكيم، لا يثيب(٢) أحداً إلا بعمله، ولا يعاقبه(٣) إلا بذنبه.
  المجبرة: بل يجوز أن يعذب الأنبياء ويثيب الأشقياء.
(١) قال الإمام الحجة مجدالدين المؤيدي # في لوامع الأنوار في سياق هذا الحديث: قال - أيده الله - في التخريج: الحديث أخرجه أبو داود، والحاكم عن ابن عمر. وعنه - ÷ ـ: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: المرجئة، والقدرية»، أخرجه الطبراني عن واثلة وجابر، وأبو نعيم عن أنس. عنه - ÷ ـ: «صنفان من أمتي لا يردان علي الحوض، ولا يدخلان الجنة: القدرية، والمرجئة»، أخرجه الطبراني عن أنس. وعنه - ÷ ـ: «صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب: المرجئة، والقدرية»، أخرجه البخاري والترمذي وابن ماجه عن ابن عباس، وابن ماجه عن جابر، والخطيب عن ابن عمر، والطبراني عن أبي سعيد. وعنه - ÷ ـ: «لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم»، أخرجه أحمد، وأبو داود، والحاكم عن عمر. وعنه - ÷ ـ: «لُعنت القدرية على لسان سبعين نبياً» أخرجه الدار قطني عن علي. انتهى. أورد سعد الدين في شرح المقاصد، ما روي عنه - ÷ ـ، في حديث القادم عليه من فارس فسأله: من أعجب ما رأى؟ قال: رأيت أقواماً ينكحون أمهاتهم، وأخواتهم، فإن قيل لهم: لِمَ تفعلون ذلك؟ قالوا: قضى اللَّه علينا وقدر، فقال - ÷ ـ: «سيكون في آخر أمتي أقوام يقولون مثل مقالتهم أولئك مجوس». انتهى من إيقاظ الفكرة لابن الأمير. انتهى [للمزيد انظر لوامع الأنوار (ط ٣/ ج ١/ص ٥٠١: ٥٠٣].
(٢) الثواب هو: المنافع المستحقة على وجه الإجلال والتعظيم.
(٣) العقاب هو: المضار المستحقة على وجه الإهانة.