فصل [في الآلام ونحوها]
  (فإن الآلام تحط الأوزار وتحتها كما تُحَتُّ أوراق الشجر) أو كما قال.
  ولمصلحة له يعلمها الله سبحانه وتعالى كما مر، ولمجموعها؛ لجميع ما مر.
  والأدلة السمعية على الألم في حق المؤمن لحط الذنوب فقط، كقوله ÷: «من وعك ليلة ...» الخبر ونحوه حتى تواتر معنى.
  وكقول الوصي #: (جعل الله ما تجد من شكواك حطاً لسيئاتك ...) إلى قوله # (وإنما الجزاء على الأعمال) أو كما قال، وهو توقيف.
  وله على الصبر و الرضا به ثواب لا حصر له؛ لأنهما عمل لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر: ١٠] وقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ... الآية}[البقرة: ١٥٦ - ١٥٧].
  ويمكن أن يكون إيلام من قد كفر الله عنه جميع سيئاته كالأنبياء À تعريضاً للصبر على الألم والرضا فقط: إذ هو حسن كالتأديب.
  وإيلام أهل الكبائر تعجيل عقوبة فقط.
  وقيل: لا عقاب قبل الموافاة.
  لنا: قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}[الشورى: ٣٠]، ولا خلاف في أن الحد عقوبة، ولقوله تعالى: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}[النور: ٢] ونحوه.
  ولاعتبار نفسه فقط، كما مر في حق المؤمن، ولقوله تعالى: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}[التوبة: ١٢٦].
  ولمجموعهما؛ لا للعوض(١)، خلافاً لرواية المهدي # عن العدلية.
  لنا: قوله تعالى: {وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}[فاطر: ٣٦] وقوله تعالى:
(١) لأنه لا عوض لصاحب الكبيرة.