الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن خطبة له # في الاستسقاء:

صفحة 136 - الجزء 1

  قال الجاحظ - معناه: أن العاقل لا يطلق لسانه إلا بعد مراجعة فكره، ومفاحصة رأيه، فكأن لسان العاقل تابع لقلبه، وكأنّ قلب الأحمق وراء لسانه.

  وروينا بالإسناد إلى السيد أبي طالب ¥ بإسناده عن كميل بن زياد أن أمير المؤمنين عليا # قال: يا سبحان الله! ما أزهد كثير من الناس في الخير! عجبت لرجل يأتيه أخوه المؤمن في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا! فوالله لو كنا لا نرجو جنة ولا ثوابا، ولا نخشى نارا ولا عقابا - لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق، فإنها تدل على سبل النجاح. فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أسمعت هذا من رسول الله ÷ قال: نعم. وما هو خير منه، لما أتانا سبايا (طيّ) وقعت جارية حمّاء، حوّاء، لعساء، لمياء، عيطاء، شمّاء الأنف، معتدلة القامة، ردما الكعبين، خدلجة الساقين، لفاء الفخذين، خميصة الخصرين، ضامرة الكشحين، فلما رأيتها أعجبت بها، وقلت: لأطلبنّ إلى رسول الله ÷ أن يجعلها في فيئي، فلما تكلّمت نسيت جمالها لما رأينا⁣(⁣١) فصاحتها، فقالت: يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت بي العرب، فإني ابنة سرّة قومي، كان أبي يفك العاني، ويشبع الجائع، ويقري الضيف، ويفرّج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، وما ردّ طالب حاجة قط عنها، أنا ابنة حاتم الطائي، فقال ÷: هذه صفة المؤمن، لو كان أبوك إسلاميا ترحمنا عليه، خلّوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق واللّه يحب مكارم الأخلاق، فقام أبو بردة فقال: يا رسول الله تحب مكارم الأخلاق؟ فقال:

  نعم يا أبا بردة لا يدخل الجنة أحد إلا بحسن الخلق⁣(⁣٢).

  قال الحاكم الإمام ¥: حمّاء أي: سمراء، وكذلك الحوّاء: من الحوّة في اللون، وقيل: منه سميت امرأة آدم # حوّاء. وفي الحديث «خير الخيل الحواء»


(١) في (أ): لما سمعت من.

(٢) الأمالي ٣٢٨.