الحسن بن الحسن الرضى #
الحسن بن الحسن الرضى #(١)
  هو أبو محمد الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، وأمه:
  خولة بنت منظور بن سيّار الفزاري، وكان عبد الله بن الزبير عقد للحسن # بأمه خولة دون استئمار منظور بن سيّار(٢)، لأنه كان أعرابيّا جافيا ما كمل إسلامه، لأنه نكح امرأة أبيه في الإسلام فهمّ عمر بضرب عنقه، فأقسم ما علم بتحريم ذلك في دين الإسلام، فدرأ عنه عمر الحد من القتل، ولما أنكحها ابن الزبير نادى منظور فركز رايته بين فزارة فلم يبق قيسي إلا دخل تحتها، وقال:
  أمثلي يفتأت(٣) عليه في ابنته؟ فردها له الحسن # وسار بها، فقالت له ابنته:
  ويلك: الحسن بن علي @، وابن رسول الله ÷ مثله يرد؟ فندم ووقف وقال: إن كان له رغبة فهو يلحقنا، فلحقه # وردها، وأولدت له الحسن #(٤).
  وكان # مشهورا فضله، ظاهرا نبله، يحكي في أفعاله مناسبه العالية، وكانت له مواقف عظيمة بين يدي عمّه الحسين بن علي @ في كربلاء، وكان فارسا وله يومئذ عشرون سنة، وقتل تسعة عشر من جنود الضلال، وأصابته ثماني عشرة جراحة حتى ارتثّ ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسامة بن خارجة الفزاري ورده إلى الكوفة وداوى جراحه وبقي عنده ثلاثة أشهر
(١) انظر طبقات ابن سعد ٥/ ٣١٩، وسير أعلام النبلاء ٤/ ٤٨٣، نسب قريش لمصعب ٤٦، وتاريخ البخاري ٢/ ٢٨٩، والمعارف ٢١٢، والأعلام ٢/ ١٨٧، والجرح والتعديل القسم الثاني من المجلد الأول ٥، وتهذيب ابن عساكر ٤/ ١٦٥، وتاريخ الإسلام ٣/ ٣٥٦، والعبر ١/ ١٩٦، والبداية والنهاية ٩/ ١٧٠، والتحف شرح الزلف ٦٢.
(٢) الخبر أورده ابن عساكر في تاريخه ٤/ ١٦٦ نقلا عن خليفة ابن خياط.
(٣) فتأت برأيه: استبد. القاموس ص ٢٠٠.
(٤) انظر المصابيح ٣٨٣.