الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

صفحة 47 - الجزء 1

  وجعفر الذي يضحي ويمسي ... يطير مع الملائكة ابن أمي

  وبنت محمد سكني وعرسي ... مشوط لحمها بدمي ولحمي

  وسبطا أحمد ولداي منها ... فأيكم له سهم كسهمي

  سبقتكم إلى الإسلام طرّا ... غلاما ما بلغت أوان حلمي

  وأوجب بالولاية لي عليكم ... رسول الله يوم غدير خم

  وروينا بالإسناد عن أبي الفرج عبد الواحد بن محمد المخزومي الشاعر المعروف بالبغا⁣(⁣١)، قال: كنت بصور في سنّي نيف وخمسين وثلاثمائة عند أبي علي محمد بن علي المستأمن، وإنما لقب بذلك لأنه استأمن من عسكر القرامطة إلى أصحاب السلطان بالشام وهو على حماية البلد، فجاءه قاضيها أبو القاسم بن أبان وكان شابا أديبا فاضلا جليلا واسع المال عظيم الثروة ليلا فاستأذن عليه فأذن له، فلما دخل عليه، قال: أيها الأمير قد حدث الليلة أمر ما لنا بمثله عهد، وهو أن في هذه البلد رجلا ضريرا، يقوم كل ليلة في الثلث الأخير فيطوف في البلد ويقول بأعلى صوته: يا غافلين اذكروا الله، يا مذنبين استغفروا الله، يا مبغض معاوية عليك لعنة الله، وأن رابّتي التي ربتني كانت لها عادة في أن تنتبه على صياحه، فجاءتني الليلة وأيقظتني قالت: كنت نائمة فرأيت في منامي كأن الناس يهرعون إلى المسجد الجامع فسألت عن السبب، فقالوا: رسول الله ÷ هناك، فتوجهت إلى المسجد فدخلته ورأيت النبي ÷ على المنبر وبين يديه رجل واقف، وعن يمينه ويساره غلامان واقفان، والناس يسلمون على رسول اللّه ÷ ويردّ $، حتى رأيت ذلك الضرير الذي يطوف في البلد ويذكّر، ويقول: كذا وكذا - وأعادت ما يقوله في كل ليلة - قد دخل فسلّم على النبي ÷ فأعرض عنه، وعاوده فأعرض عنه، فقال الرجل الواقف: يا رسول الله


(١) قال في الحاشية: لقب بذلك للثغة كانت فيه.