ذكر مدته وانتصابه للأمر ونهاية عمره وموضع قبره #:
  كان أمّن أهلها فحط بالقرب منها، ولم يدخل بالعسكر خوفا من معرّتهم بأهل المدينة، ثم أمر بخراب درب غمدان الذي عمره حاتم بن أحمد، وكانت فيه عناية أكيدة جدا فعفيت آثاره، وبعد هذه الوقعة خضعت له # الملوك الأكابر وذلت له الليوث القساور، وأقام # في ناحية بيت بوس حتى بذلت فيه الأموال الجليلة من حاتم بن أحمد إلى مائة ألف من محمد بن سباء صاحب عدن سوى الأطيان وغيرها فسلم الله من مكرهم، وفي هذه الوقعة يقول القاضي محمد بن عبد الله الحميري | وكان من أوليائه # في عيد الفطر وقد عيّد بهجرة سناع:
  تهنى(١) بك الأعياد إذ أنت عيدها ... وإذ أنت منها بدرها وسعودها
  سبقت إلى غايات كل فضيلة ... بعلياء تبديها لنا وتعيدها
  أقمت منار الدين يا ابن محمد ... وصرت كمثل الشمس باد عمودها(٢)
  فأشرقت الآفاق منك بغرّة ... كثير لرب العالمين سجودها
  ألست الذي أحييت دين محمد ... وأسيافه مذ كلّ منها جديدها
  ألست الذي ذكّرتنا وقعاته ... وبيض الليالي قد محتها وسودها
  بنجران والغيل الشهير وصعدة ... وصنعاء والجوفين باق(٣) شهودها
  ويوم نهضنا من ذمار بخيلنا ... وزيد بن عمرو يوم ذاك عميدها
  كتائب من جنب بن سعد ومذحج ... تعادي بهم خيل خفاف لبودها
  يهزّون أطراف الوشيج كأنما ... عليها سيوف فارقتها غمودها
  فلما وصلنا نجد شيعان أقبلت ... علينا الأعادي كهلها ووليدها
  وظنوا ظنونا في الخلاء كذبنهم ... أليس عن الأخياس تحمي أسودها
(١) في (أ) يهني، وفي (ب، ج) نهني.
(٢) في (ب) عمومها.
(٣) في (ب) باد، وفي (ج) بان.