منهج أهل البيت $ في الحديث
  الذي سلكته أم المؤمنين أساس لمحاكمة الصحاح إلى نصوص الكتاب الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه(١).
  نعم والله إنه الأساس المتين، والميزان العدل، والمفتش الصادق، والقول الفصل الذي لا تناقض فيه ولا اختلاف، ولا التواء ولا اضطراب، قال الإمام القاسم بن محمد # في معرض حديث عن ثبوت صدق الحديث وناهيك أن يكون كتاب الله أعزه الله تعالى، كأصول الخطابي والذهبي، أو كحكم شيخ حكم بصحة الحديث، أو عدمها مع أن المعلوم عدم عصمة ذلك الشيخ في حكمه، ومع عدم صحة ما حكم في نفس الأمر، وهم يوجبون رد ما يخالف أصولهم، وما خالف ما حكم به شيخ من مشائخهم وهل هذا إلاَّ الضلال؟(٢).
  تواتر الحديث
  ومن قواعدهم $ تواتر الحديث؛ لأن الحديث المتواتر معلوم الصحة بلا خلاف بين جميع المذاهب، قال الإمام القاسم بن محمد: (اختلف الناس فيما يؤخذ به من سنة رسول الله ÷، فعند القاسم بن إبراهيم، والهادي إلى الحق وآبائهما $ ممن لم يدرك رسول الله، ولا يسمع منه مشافهة لا يقبل من الحديث إلا ماكان متواتراً، أو مجمعاً على صحته، أو كان رواته ثقات، أو له في كتاب الله أصل وشاهد)(٣).
  تلقي الحديث بالقبول
  وإذا لم يكن متواتراً، لكن الأمة تلقته بالقبول، فإنه مقبول، قال الإمام القاسم بن
(١) السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ١٦ - ١٧ - ١٨.
(٢) الاعتصام ١/ ٢٤.
(٣) الاعتصام ١/ ١٠.