المجموع الفقهي والحديثي،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

منهج أهل البيت $ في الحديث

صفحة 26 - الجزء 1

  يوجد منها حديث واحد، وإن كانوا أرادوا أنه كذب في الإسناد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي، وألصق هذه المتون بعلي # وهي معروفة عندهم عن غيره، فهذا باطل أيضاً، لوجود متون هذه الأسانيد عن علي # من غير طريق أبي خالد⁣(⁣١).

  وأما ما نقلوه عن أبي عوانة من أن أبا خالد كان يأخذ الصحف من الصيادلة فمردود من عدة وجوه:

  ١ - هذا من الجرح المطلق الذي لا يقبل، ومن الدعاوى المبهمة التي لا يلتفت إليها، ولا يعمل بها، ومن الروايات المرسلة التي لا تقبل أيضاً، خصوصاً عند الجارحين أنفسهم.

  ٢ - أن صحف الصيادلة تتحدث عن فوئد العطور، والأدوية، و (حبة البركة)، ولم يرو أبو خالد شيئاً من ذلك.

  ٣ - إن تدوين الصحف لم يكن قد اشتهر وانتشر في عصر الإمام زيد بن علي #، إذ أن ذلك لم يتم إلا في عصر الرشيد، واتسع في عصر المأمون⁣(⁣٢).

  أما ما نقل عن حبيب بن أبي ثابت من نسبتهم إليه عبارة: (كوفي ليس بثقة).

  ١ - حبيب بن أبي ثابت من فضلاء الزيدية، لم يصح عنه ذلك مطلقاً، وإذا اطلعت على كتب التراجم كتهذيب الكمال، وتهذيب التهذيب، والتقريب، فلن تجد عنه أي كلام حول أبي خالد، ولم أنقل هذا الوجه، إلا لأن بعض أصحابنا توهم أن الكلام لحبيب بن أبي ثابت، وهو في الحقيقة ليس له، وإنما هو للنسائي، حيث حكى عنه الذهبي في ميزانه قوله: وقال النسائي: روى عن


(١) الروض النضير ١/ ٣٣.

(٢) الإمام زيد للشيخ أبو زهرة ٢٤٠.