المجموع الفقهي والحديثي،

الإمام زيد بن علي (المتوفى: 122 هـ)

منهج أهل البيت $ في الحديث

صفحة 27 - الجزء 1

  حبيب بن ثابت كوفي ليس بثقة أي روى أبو خالد عن حبيب بن أبي ثابت، وقوله: كوفي ليس بثقة هو من كلام النسائي لا من كلام حبيب، فتأمل.

  ٢ - إن كلمة (كوفي) ترادف كلمة (شيعي) وهذا يندرج تحت قاعدتهم المشؤومة (جرح الشيعي مطلقاً، وتوثيق الناصبي غالباً) وقد أوضح بطلانها الشيخ الجليل محمد بن عقيل في كتابه (العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل) وأوضحتها أيضاً في كتابي (علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين)، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المراد بالتشيع لديهم محبة علي # وتقديمه على غيره من الصحابة⁣(⁣١)، وعلى هذا، أي مقدم له على غيره من الصحابة يعد مقدوحاً فيه من وجهة نظرهم الفاسدة، ويلزمهم على هذا جرح من قدمه وهو الله ورسوله ÷ تعالى الله ورسوله عما يقول الجاهلون، ويلزمهم أيضاً جرح من التزم بهذا التفضيل والتقديم من الصحابة، كعمار، والمقداد، وأبي ذر، وسلمان، وأبي أيوب، وخزيمة بن ثابت، وجابر بن عبدالله، وزيد بن أرقم، ويلحق بهم من التابعين الكثير كأويس القرني، وصعصعة بن صوحان، وزيد بن صوحان، وسفيان الثوري، بما فيهم أيضاً قرناء الكتاب أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة، ومن العجيب أنهم يجرحون بعض فضلاء الشيعة لمجرد تشيعهم وحبهم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب #، الذي جعل الرسول حبه إيماناً وبغضه نفاقاً، كما قال في الحديث المشهور: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»⁣(⁣٢) ويوثقون المنافقين والفاسقين، الذين أساءوا إلى أهل


(١) انظر الهدي الساري مقدمة فتح الباري ٢/ ١٧٩.

(٢) هذا من الأحاديث المشهورة، المجمع على صحتها، ورد في كثير من كتب الحديث، وله شواهد ومتابعات إليك بعضها: أورده المفسر الحبري في تفسيره ٣٥٠، وعنه فرات الكوفي في تفسيره، وأخرجه مسلم ١/ ٦٠، والترمذي ٥/ ٥٩٣ عن أنس بن مالك. وأخرجه أحمد في الفضائل، والترمذي ٥/ ٢٩٩ عن أم سلمة، والذهبي في الميزان ٤/ ٢٧٢، وفي بشارة المصطفى عن الإمام علي، وكان الإمام علي # يقول: (قضى فانقضى، إنه لايحبني إلا مؤمن، ولايبغضني إلا منافق) أخرجه مسلم ١/ ٨٥، والترمذي ٥/ ٥٩٣، وغيرهم كثير.