منهج أهل البيت $ في الحديث
  البيت $، كعمرو بن سعد بن أبي وقاص، قاتل الحسين، قال فيه العجلي: روى عنه الناس، تابعي ثقة، وهو الذي قتل الحسين(١) وكذلك مروان بن الحكم قال عنه الذهبي: كان يسب علياً كل جمعة(٢) وقال عنه ابن حجر: مروان بن الحكم له رؤية، فلا يعرج على كلامه(٣) وعمران بن حطان وهو القائل في مدح قاتل أمير المؤمنين #:
  يا ضربة من تقي ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
  إني لأذكره يوماً فأحسبه ... أوفى البرية عند الله ميزانا
  فهل يجوز أن يكون السابون علياً #، والمادحون لقاتله، والقاتلون حسيناً عدولاً ثقات، أمناء على دين الله، تغلب فيهم العدالة والثقة، ويعامل أعداؤهم المحبون علياً # أهل الحق بالتهوين والجرح؟
  وأما الأحاديث التي ادعى الذهبي وضعها من أبي خالد، وجعل روايته لها دليلاً على تصديق قول القادحين فيه، فالحقيقة إن أبا خالد لم ينفرد بروايتها، بل له في كل حديث منها متابع أو شاهد، وقد أورد العلامة السياغي في (الروض النضير)(٤) وغيره من شراح (المجموع) المتابعات والشواهد لها، ولا يتسع المجال لذكرها.
  والخلاصة: إن جرح أبي خالد الذي زعموه لم يصح، وقد عورض بتعديل أقوى وأصح، فقد ثبتت عدالته عند أهل البيت $، وهم سفينة النجاة، وأحد الثقلين، وعلى رأس الموثقين له الإمام محمد بن الباقر، والإمام جعفر الصادق، والإمام يحيى بن زيد، والإمام عيسى بن زيد، والإمام القاسم بن إبراهيم، والإمام الهادي
(١) الميزان ٢/ ٢٥٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ٣/ ٤٧٧.
(٣) هدي الساري ٢/ ١٦٤.
(٤) انظر الروض النضير ٤٠ - ٤٤.