مراحل وأهداف الثورة
  أمة تقتل ابن بنت نبيها، وبعد واحد وخمسين عاماً على رحيل جده المصطفى ÷، لهو الدليل القاطع على استشراء فسادها، وعلى أن السياسة الأموية قد أخذت منها مأخذها، ولهذا أصبح من الضروري أن تستمر عملية التصحيح، وأن تتوالى تضحيات هذا البيت الرسالي الصامد، إلا أنه وبعد ثورة الحسين # مضت فترة كادت أن تنسي الناس أهم صفات هذا البيت الكريم، المتمثلة في الخروج على الظالم، لكن هذه الفترة - في الحقيقة - لم تكن إلا الهدوء الذي يسبق العاصفة، فقد انفجرت الثورة الخالدة على يد الإمام زيد #، ولعل مجيئها بعد طول غياب للجهاد، هو من جعل لها قصب السبق في ترسيخ مبدأ الخروج على الظلمة، وهو من قلدها وسام المرجعية لكل الثورات التصحيحية التي أعقبتها بقيادة أهل البيت $، حتى أن كل الثورات التي توالت فيما بعد ثورات زيدية بحتة، بل وأصبح مفهوم الزيدية يعني الجهاد والخروج على الظالم، إضافة إلى تميزها في مسائل العدل والتوحيد، وحرية الفكر.
مراحل وأهداف الثورة
  وثورة الإمام زيد في الواقع ثورة لا يمكن حصرها في دائرة الكفاح المسلح، إذا أن الكفاح المسلح، وإن كان وجهها البارز، إلا إنه لا يشكل سوى الفصل الأخير من فصولها، فالإمام نفسه كان هو الثورة ذاتها، ولذا فإن استيعاب هذه الثورة، يحتاج إلى قراءة واستيعاب كل مراحل النضال التي خاضها الإمام زيد طوال حياته، ولأن المقام لا يتسع لكل ذلك، فإن ما يمكن قوله في هذه العجالة هو أن الإمام زيد لم يدخر جهداً في إنقاذ الشريعة، وبعث مفاهيمها من جديد، وإعداد المنهج اللازم، لتصفية الظلم والظالمين، واستئصال شأفة الفساد والمفسدين العابثين بمقدارت الأمة، وتحقيق الحاكمية لله ø واحترام المقدسات، وتبجيل العلماء، ومكافئة المحسن، ومعاقبة المسيء، وإعادة الحق إلى نصابه ... إلى غير ذلك من الأهداف النبيلة.