الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى جمع الأشباه من حيث يغمض الاشتباه

صفحة 516 - الجزء 2

  مع قول الآخر:

  لمّا رأى أن لا دعه ولا شبع ... مال إلى أرطاة حقف فالطجع⁣(⁣١)

  واجتماعهما أنه صحّح الواو فى العواور؛ لإرادة الياء فى العواوير؛ كما أنه أراد: فاضطجع، ثم أبدل من الضاد لاما. فكان قياسه إذا زالت الضاد وخلفتها اللام أن تظهر تاء افتعل، فيقال: التجع، كما يقال: التفت، والتقم، والتحف.

  لكن أقرّت الطاء بحالها؛ ليكون اللفظ بها دليلا على إرادة الضاد التى هذه اللام بدل منها؛ كما دلّت صحّة الواو (فى العواور) على إرادة الياء فى العواوير، وكما دلّت الهمزة فى أوائيل - إذا مددت مضطرّا - على زيادة الياء فيها، وأن الغرض إنما هو أفاعل لا أفاعيل.

  ونحو من الطجع فى إقرار الطاء لإرادة الضاد ما حكى لنا أبو علىّ عن خلف من قولهم: التقطت النوى واستقطته واضتقطته. فصحّة التاء مع الضاد فى اضتقطته دليل على إرادة اللام فى التقطته، وأن هذه الضاد بدل من تلك اللام؛ كما أن لام الطجع بدل من ضاد اضطجع: هذا هنا كذلك ثمّة.

  ونحو من ذلك ما حكاه صاحب الكتاب من قولهم: لا أكلّمك حيرى دهر، بإسكان الياء فى الكلام وعن غير ضرورة من الشعر. وذلك أنه أراد: حيرىّ دهر - أى امتداد الدهر، وهو من الحيرة؛ لأنها مؤذنة بالوقوف والمطاولة - فحذف الياء


= ٢/ ٧٨٥، وأوضح المسالك ٤/ ٣٧٤، وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٧٧١، وشرح الأشمونى ٣/ ٨٢٩، وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ١٣١، وشرح المفصل ٥/ ٧، ١٠/ ٩١، ٩٢، والكتاب ٤/ ٣٧٠، ولسان العرب (عور)، والمحتسب ١/ ١٠٧، ١٢٤، والممتع فى التصريف ١/ ٣٢٩، والمنصف ٢/ ٤٩، ٣/ ٥٠، وتاج العروس (عور)، والمخصص ١/ ١٠٩.

(١) الرجز لمنظور بن حبة الأسدىّ فى شرح التصريح ٢/ ٣٦٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٨٤، وبلا نسبة فى التنبيه والإيضاح ٢/ ٢٣٤، والمخصص ٨/ ٢٤، وتاج العروس (أبز)، (أرط)، (ضجع)، والأشباه والنظائر ٢/ ٣٤٠، وإصلاح المنطق ص ٩٥، وأوضح المسالك ٤/ ٣٧١، وسر صناعة الإعراب ١/ ٣٢١، وشرح الأشمونى ٣/ ٨٢١، وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ٢٢٦، وشرح شواهد الشافية ص ٢٧٤، وشرح المفصل ٩/ ٨٢، ١٠/ ٤٦، ولسان العرب (أبز)، (أرط)، (ضجع)، (رطا)، والمحتسب ١/ ١٠٧، والممتع فى التصريف ١/ ٤٠٣، والمنصف ٢/ ٣٢٩.