باب [فى] الاستغناء بالشئ عن الشئ
  وأما علندى(١) فتناهبته الزوائد. وذلك أنهم قد قالوا فيه: علودّ، وعلادى، وعلندى وعلندى، ألا تراه غير منفكّ من الزيادة.
  ولزوم الزيادة لما لزمته من الأصول يضعف تحقير الترخيم؛ لأن فيه حذفا للزوائد. وبإزاء ذلك ما حذف من الأصول؛ كلام يد، ودم، وأب، وأخ، وعين سه، ومذ، وفاء عدة، وزنة، وناس، والله فى أقوى قولى سيبويه. فإذا جاز حذف الأصول فيما أرينا وغيره كان حذف الزوائد التى ليست لها حرمة الأصول أحجى وأحرى.
  وأجاز أبو الحسن أظننت زيدا عمرا عاقلا، ونحو ذلك، وامتنع منه أبو عثمان، وقال: استغنت العرب عن ذلك بقولهم: جعلته يظنّه عاقلا.
  ومن ذلك استغناؤهم بواحد عن اثن، وباثنين عن واحدين، وبستّة عن ثلاثتين، وبعشرة عن خمستين، وبعشرين عن عشرتين ونحو ذلك.
  * * *
(١) العلندى: البعير الضخم الطويل، والأنثى علنداة.