باب فى عكس التقدير
باب فى عكس التقدير
  هذا موضع من العربيّة غريب. وذلك أن تعتقد فى أمر من الأمور حكما ما، وقتا ما، ثم تحور فى ذلك الشئ عينه فى وقت آخر فتعتقد فيه حكما آخر.
  من ذلك الحكاية عن أبى عبيدة. وهو قوله: ما رأيت أطرف من أمر النحويين؛ يقولون: إن علامة التأنيث لا تدخل على علامة التأنيث، وهم يقولون (علقاة) وقد قال العجّاج:
  * فكرّ فى علقى وفى مكور(١) *
  يريد أبو عبيدة أنه قال (فى علقى) فلم يصرف للتأنيث، ثم قالوا مع هذا (علقاة) أى فألحقوا تاء التأنيث ألفه. قال أبو عثمان: كان أبو عبيدة أجفى من أن يعرف هذا. وذلك أن من قال (علقاة) فالألف عنده للإلحاق بباب جعفر، كألف (أرطى) فإذا نزع الهاء أحال اعتقاده الأول عمّا كان عليه، وجعل الألف للتأنيث فيما بعد، فيجعلها للإلحاق مع تاء التأنيث، وللتأنيث إذا فقد التاء. ولهذا نظائر.
  هى قولهم: بهمى وبهماة، وشكاعى(٢)، وشكاعاة، وباقلّى وباقلاة، ونقاوى،
(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ١/ ٣٦٢، ولسان العرب (أخر)، (مكر)، (علق)، وإصلاح المنطق ص ٣٦٥، وجمهرة اللغة ص ٧٩٩، ٩٤٠، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٣٦، وشرح شواهد الشافية ص ٤١٧، والكتاب ٣/ ٢١٢، وتاج العروس (مكر)، (علق)، ديوان الأدب ٢/ ٥، تهذيب اللغة ١٠/ ٢٤١، والرؤبة فى المخصص ١٥/ ١٨١، ١٦/ ٨٨، وليس فى ديوانه، وبلا نسبة فى الخصائص ١/ ٢٧١، ٢٧٤، ٣/ ٣٠٩ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٥٨، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٢٨، ويروى (فحط) مكان (فكر). يروى:
* فحط فى علقى وفى مكور*
ويروى:
* يستنّ فى علقى وفى مكور*
يصف العجاج ثورا، علقى نبت، وقال سيبويه: تكون واحدة وجمعا. بعضهم يجعل ألفها للتأنيث وبعضهم يجعلها للإلحاق، وتنوّن. والمكور: جمع مكر، بالفتح. نبت أيضا وانظر اللسان (علق)، والكتاب ٣/ ٢١٢.
(٢) الشكاعى: نبت عيدانه دقيقة خضراء، والناس يتداوون بها انظر. اللسان (شكع).