الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى هل يجوز لنا فى الشعر

صفحة 327 - الجزء 1

  أجبل⁣(⁣١) حولا لا يدرى ما يقول، إلى أن مرّت به صينيّة فضّة [قد] أشربت ذهبا فقال:

  * كأنها فضّة قد مسّها ذهب⁣(⁣٢) *

  وقد وردت أيضا بذلك أشعارهم؛ قال ذو الرمة:

  * أجنّبه المساند والمحالا⁣(⁣٣) *

  ألا تراه كيف اعترف بتأنّيه فيه وصنعته إياه. وقال عدىّ بن الرقاع العاملىّ:

  وقصيدة قد بتّ أجمع بينها ... حتى أقوّم ميلها وسنادها

  نظر المثقّف فى كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافه منآدها⁣(⁣٤)

  وقال سويد بن كراع:

  أبيت بأبواب القوافى كأنما ... أذود بها سربا من الوحش نزّعا⁣(⁣٥)


= ص ٩٤٥، والكامل ص ٩٣٤، وبلا نسبة فى المخصص ١/ ٩٨، ويروى البيت كاملا:

بيضاء فى دعج صفراء فى نعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب

(١) الإجبال: الانقطاع، من قولهم أجبل الحافر إذا أفضى إلى الجبل أو الصخر الذى لا يحيك فيه المعول وانظر اللسان (جبل).

(٢) عجز بيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٣٣، وجمهرة اللغة ص ١٣٣١، وجمهرة أشعار العرب ص ٩٤٥، والكامل ص ٩٣٤، وبلا نسبة فى المخصص ١/ ٩٨، ويروى صدره:

* كحلاء فى برج صفراء فى دعج*

(٣) عجز بيت لذى الرمّة فى ديوانه ص ١٥٣٢، ولسان العرب (سند)، وجمهرة اللغة ص ١١٢٤، ويروى (أجانبه) مكان (أجنّبه) وصدره:

* وشعر قد أرقت له غريب*

والمساند: أى به سناد. قال ابن سيده: ساند شعره سنادا وساند فيه كلاهما: خالف بين الحركات التى تلى الأرداف فى الروىّ. وانظر اللسان (سند). و «المحال: الكلام لغير شيء، والمستقيم كلام لشيء» قاله الخليل فى اللسان (حول).

(٤) البيت لعدى بن الرقاع فى ديوانه ص ٣٨، والطرائف الأدبية ص ٨٩، والأغانى ٩/ ٣٦٠، وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ١/ ٣٨٣.

(٥) البيت لسويد بن كراع فى لسان العرب (بوب) وتاج العروس (بوب)، والأغانى ١٢/ ٣٩٩، والشعر والشعراء ص ٦٣٩.