باب فى هل يجوز لنا فى الشعر
  أجبل(١) حولا لا يدرى ما يقول، إلى أن مرّت به صينيّة فضّة [قد] أشربت ذهبا فقال:
  * كأنها فضّة قد مسّها ذهب(٢) *
  وقد وردت أيضا بذلك أشعارهم؛ قال ذو الرمة:
  * أجنّبه المساند والمحالا(٣) *
  ألا تراه كيف اعترف بتأنّيه فيه وصنعته إياه. وقال عدىّ بن الرقاع العاملىّ:
  وقصيدة قد بتّ أجمع بينها ... حتى أقوّم ميلها وسنادها
  نظر المثقّف فى كعوب قناته ... حتى يقيم ثقافه منآدها(٤)
  وقال سويد بن كراع:
  أبيت بأبواب القوافى كأنما ... أذود بها سربا من الوحش نزّعا(٥)
= ص ٩٤٥، والكامل ص ٩٣٤، وبلا نسبة فى المخصص ١/ ٩٨، ويروى البيت كاملا:
بيضاء فى دعج صفراء فى نعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب
(١) الإجبال: الانقطاع، من قولهم أجبل الحافر إذا أفضى إلى الجبل أو الصخر الذى لا يحيك فيه المعول وانظر اللسان (جبل).
(٢) عجز بيت لذى الرمة فى ديوانه ص ٣٣، وجمهرة اللغة ص ١٣٣١، وجمهرة أشعار العرب ص ٩٤٥، والكامل ص ٩٣٤، وبلا نسبة فى المخصص ١/ ٩٨، ويروى صدره:
* كحلاء فى برج صفراء فى دعج*
(٣) عجز بيت لذى الرمّة فى ديوانه ص ١٥٣٢، ولسان العرب (سند)، وجمهرة اللغة ص ١١٢٤، ويروى (أجانبه) مكان (أجنّبه) وصدره:
* وشعر قد أرقت له غريب*
والمساند: أى به سناد. قال ابن سيده: ساند شعره سنادا وساند فيه كلاهما: خالف بين الحركات التى تلى الأرداف فى الروىّ. وانظر اللسان (سند). و «المحال: الكلام لغير شيء، والمستقيم كلام لشيء» قاله الخليل فى اللسان (حول).
(٤) البيت لعدى بن الرقاع فى ديوانه ص ٣٨، والطرائف الأدبية ص ٨٩، والأغانى ٩/ ٣٦٠، وبلا نسبة فى مقاييس اللغة ١/ ٣٨٣.
(٥) البيت لسويد بن كراع فى لسان العرب (بوب) وتاج العروس (بوب)، والأغانى ١٢/ ٣٩٩، والشعر والشعراء ص ٦٣٩.