باب فى تعليق الأعلام على المعانى دون الأعيان
  كما صرفت. فاعرف ذلك.
  ومن ذلك قولهم: قد صرّحت(١) بجدّان، وجلدان. فهذا علم لمعنى الجدّ.
  ومنه قولهم: أتى على ذى بليان. فهذا علم للبعد؛ قال:
  تنام ويذهب الأقوام حتّى ... يقال أتوا على ذى بلّيان(٢)
  فإن قلت: ولم قلّت الأعلام فى المعانى، وكثرت فى الأعيان؛ نحو زيد، وجعفر، وجميع ما علّق عليه علم وهو شخص؟ قيل: لأن الأعيان أظهر للحاسّة، وأبدى إلى المشاهدة، فكانت أشبه بالعلمية ممّا لا يرى ولا يشاهد حسّا، وإنما يعلم تأمّلا واستدلالا، وليست كمعلوم الضرورة للمشاهدة.
  * * *
(١) هذا مثل يضرب للأمر إذا بان وصرح ووضح بعد التباسه.
(٢) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة فى لسان العرب (بلل)، (بلا) وتهذيب اللغة ١٥/ ٣٩٣، وجمهرة اللغة ص ١٢٣٦، وكتاب العين ٨/ ٣٢٠، ومقاييس اللغة ١/ ٢٩٥، وتاج العروس (بلل)، (بلا).