الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى الشئ يرد مع نظيره مورده مع نقيضه

صفحة 7 - الجزء 2

باب فى الشئ يرد مع نظيره مورده مع نقيضه

  وذلك أضرب:

  منها اجتماع المذكّر والمؤنّث فى الصفة المؤنّثة؛ نحو رجل علامة، وامرأة علامة، ورجل نسّابة، وامرأة نسّابة، ورجل همزة لمزة، وامرأة همزة لمزة، ورجل صرورة، وفروقة، وامرأة صرورة، وفروقة، ورجل هلباجة فقاقة، وامرأة، كذلك. وهو كثير.

  وذلك أن الهاء فى نحو ذلك لم تلحق لتأنيث الموصوف بما هى فيه، وإنما لحقت لإعلام السامع أن هذا الموصوف بما هى فيه قد بلغ الغاية والنهاية، فجعل تأنيث الصفة أمارة لما أريد من تأنيث الغاية والمبالغة، وسواء كان ذلك الموصوف بتلك الصفة مذكّرا أم مؤنّثا. يدلّ على ذلك أن الهاء لو كانت فى نحو امرأة فروقة إنما لحقت لأن المرأة مؤنّثة لوجب أن تحذف فى المذكّر، فيقال: رجل فروق؛ كما أن التاء فى [نحو امرأة] قائمة، وظريفة لمّا لحقت لتأنيث الموصوف حذفت مع تذكيره فى نحو رجل ظريف، وقائم، وكريم. وهذا واضح.

  ونحو من تأنيث هذه الصفة ليعلم أنها بلغت المعنى الذى هو مؤنث أيضا تصحيحهم العين فى نحو حول، وصيد، واعتونوا واجتوروا، إيذانا بأن ذلك فى معنى ما لا بدّ من تصحيحه. وهو احولّ، واصيدّ، وتعاونوا، وتجاوروا، وكما كرّرت الألفاظ لتكرير المعانى؛ نحو الزلزلة، والصلصلة والصرصرة. وهذا باب واسع.

  ومنها اجتماع المذكّر والمؤنّث فى الصفة المذكّرة. وذلك نحو رجل خصم، وامرأة خصم، ورجل عدل، وامرأة عدل، ورجل ضيف، وامرأة ضيف، ورجل رضا، وامرأة رضا. وكذلك ما فوق الواحد؛ نحو رجلين رضا، وعدل، وقوم رضا، وعدل؛ قال زهير:

  متى يشتجر قوم يقل سرواتهم ... هم بيننا فهم رضا وهم عدل⁣(⁣١)


(١) البيت من الطويل، وهو لزهير بن أبى سلمى فى الأشباه والنظائر ٢/ ٣٨٥، والأضداد - - ص ٧٥، وشرح شواهد الإيضاح ص ٥٠٧، والصاحبى فى فقه اللغة ص ٢١٣، ولسان العرب (رضى)، وبلا نسبة فى المحتسب ٢/ ١٠٧.