فصل فى الحمل على المعنى
  معنى الابتداء؛ فقد وجب أن يكون تقديره: لن تراها إلا وأنت تعلم أو تتحقق أو تشمّ، فتأتى بالمبتدإ وتجعل ذلك الفعل المقدّر خبرا عنه. فاعرف ذلك.
  ومنه قوله:
  قد سالم الحيّات منه القدما ... الأفعوان والشجاع الشّجعما
  وذات قرنين ضموزا ضرزما(١)
  هو من هذا؛ لأنه قد علم أن الحيّات مسالمة كما علم أنها مسالمة، ورواها الكوفيون بنصب الحيّات، وذهبوا إلى أنه أراد: القدمان فحذف النون. وينشدون فى ذلك قوله:
  لنا أعنز لبن ثلاث فبعضها ... لأولادها ثنتا وما بيننا عنز(٢)
  وينشدون قول الآخر:
(١) الرجز للعجاج فى ملحق ديوانه ٢/ ٣٣٣، وله أو لأبى حيان الفقعسى، أو لمساور العبسى أو للدبيرى أو لعبد بنى عبس فى خزانة الأدب ١١/ ٤١١، ٤١٥، ٤١٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٨١، وللعجاج أو لأبى حيان الفقعسى أو لمساور العبسى، أو للتدميرى، أو لعبد بنى عبس فى شرح شواهد المغنى ٢/ ٩٧٣، ولمساور العبسى فى لسان العرب (ضمز)، (ضرزم)، (عرزم)، وتاج العروس (ضمز)، ولعبد بنى عبس فى الكتاب ١/ ٢٨٧، وللدبيرى فى شرح أبيات سيبويه ١/ ٢٠١، ولأبى حناء فى خزانة الأدب ١٠/ ٢٤٠، ولمساور بن هند العبسى أو لأبى حيان الفقعسى فى التنبيه والإيضاح ٢/ ٤٤، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٦/ ١٢٢، وسر صناعة الإعراب ١/ ٤٣١، ٢/ ٤٨٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٥٢، وشرح الأشمونى ٢/ ٣٩٩، ولسان العرب (شجع)، (شجعم)، ومغنى اللبيب ٢/ ٦٩٩، والمقتضب ٢/ ٢٨٣، والممتع فى التصريف ١/ ٢٤١، والمنصف ٣/ ٦٩، وتهذيب اللغة ١/ ٣٣١، ٣/ ٣١١، ٣٤٥، وتاج العروس (شجع)، (شجعم)، (عرزم)، وجمهرة اللغة ص ١١٣٩، والمخصص ١٦/ ١٠٦. الشجاع: هو ذكر الحيات، ويقال: هو ضرب معروف من الحيات. والشجعم: الجرئ، والضّرزم: المسنة، وهو أخبث لها وأكثر لسمّها. وامرأة ضموز: على التشبيه بالحية الضموز، والضموز من الحيّات: المطرقة، وقيل الشديدة. اللسان (ضمز).
(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة فى خزانة الأدب ٧/ ٥٨٠، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٤٨٧، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٧٠، وشرح شواهد الشافية ص ١٥٩، والممتع فى التصريف ٢/ ٥٢٧.