الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى الاقتصار فى التقسيم على ما يقرب ويحسن

صفحة 304 - الجزء 2

باب فى الاقتصار فى التقسيم على ما يقرب ويحسن

  لا على ما يبعد ويقبح

  وذلك كأن تقسّم نحو مروان إلى ما يحتمل حاله من التمثيل له، فتقول: لا يخلو من أن يكون فعلان أو مفعالا أو فعوالا. فهذا ما يبيحك التمثيل فى بابه.

  فيفسد كونه مفعالا أو فعوالا أنهما مثالان لم يجيئا، وليس لك أن تقول فى تمثيله: لا يخلو أن يكون مفلان أو مفوالا أو فعوان أو مفوان أو نحو ذلك، لأن هذه ونحوها (إنما هى) أمثلة ليست موجودة أصلا، ولا قريبة من الموجودة، كقرب فعوال ومفعال من الأمثلة الموجودة؛ ألا ترى أن فعوالا أخت فعوال كقرواش⁣(⁣١)، وأخت فعوال كعصواد⁣(⁣٢)، وأن مفعالا أخت مفعال كمحراب، وأن كل واحد من مفلان ومفوان وفعوان لا يقرب منه شيء من أمثلة كلامهم.

  وتقول على ذلك فى تمثيل أيمن من قوله:

  * يبرى لها من أيمن وأشمل⁣(⁣٣) *

  لا يخلو أن يكون أفعلا أو فعلنا أو أيفلا أو فيعلا. فيجوز هذا كله؛ لأن بعضه له نظير (وبعضه قريب مما له نظير)؛ ألا ترى أن أفعلا كثير النظير؛ كأكلب وأفرخ ونحو ذلك، وأن أيفلا له نظير (وهو أينق) فى أحد قولى سيبويه فيه، وأن فعلنا


(١) القرواش: الطفيلىّ، الواغل الذى يدخل على القوم من غير أن يدعوه. اللسان (قرش).

(٢) العصواد، من معانيه الجلبة والاختلاط.

(٣) الرجز لأبى النجم فى خزانة الأدب ٦/ ٥٠٣، ولسان العرب (صمد)، (يبر)، (جزل)، (شمل)، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢١٥، وشرح شواهد المغنى ١/ ٤٥٠، والطرائف الأدبية ص ٦٣، والكتاب ١/ ٢٢١، ٣/ ٢٩٠، ٦٠٧، والمنصف ١/ ٦١، وتاج العروس (صمد)، (جزل)، والمخصص ٢/ ٣، ١٧/ ١٢، وديوان الأدب ٢/ ٢٦٧، ومجمل اللغة ١/ ٤٣٢، ٣/ ٢٤١، ومقاييس اللغة ١/ ٤٥٤، ٣/ ٢١٦، ٣/ ٣١٠، وبلا نسبة فى الإنصاف ١/ ٤٠٦، وشرح المفصل ٥/ ٤١، والمخصص ٧/ ١٥٩، ويروى (يأتى) بدلا من (يبرى) وبعده:

........... ... وهى حيال الفرقدين تعتلى

تغادر الصمد كظهر الأجزل