الخصائص لابن جني،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب فى مطل الحروف

صفحة 356 - الجزء 2

  وقوله:

  * لمّا تزل برحالنا وكأن قد⁣(⁣١) *

  ونحو ممّا نحن عليه حكاية الكتاب: هذا سيفنى وهو يريد: سيف من أمره كذا، أو من حديثه كذا. فلمّا أراد الوصل أثبت التنوين، ولمّا كان ساكنا صحيحا لم يجر الصوت فيه، فلما لم يجر فيه حرّكه بالكسر - كما يجب فى مثله - ثم أشبع كسرته، فأنشأ عنها ياء، فقال: سيفنى.

  هذا حكم الساكن الصحيح عند التذكّر.

  وأمّا الحرف المعتلّ فعلى ضربين: ساكن تابع لما قبله؛ كقاما، وقاموا، وقومى؛ وقد قدّمنا ذكر هذا، ومعتل غير تابع لما قبله، وهو الياء والواو الساكنتان بعد الفتحة؛ نحو أى، وكى، ولو، وأو. فإذا وقفت على شيء من ذلك مستذكرا كسرته، فقلت: قمت كى، أى كى تقوم ونحوه. وتقول فى العبارة: قد فعل كذا أيى، معناه: أى أنه كذا ونحو ذلك. ومن كان من لغته أن يفتح أو يضمّ لالتقاء الساكنين فقياس قوله أن يفتح أيضا أو يضمّ عند التذكّر. روينا ذلك عن قطرب: قم الليل، وبع الثوب، فإذا تذكّرت قلت: قما، وبعا، وفى سر: سرا. وليس كذلك قراءة ابن مسعود: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً}⁣[طه: ٤٤] لأن الألف علم ضمير تثنية موسى وهارون، @. وأيضا فإنه لم يقف عليه؛ ألا ترى أن بعده {لَهُ قَوْلاً لَيِّناً} وإنما هذه لغة لبعضهم، يجرى حركة ألف التثنية وواو الجمع مجرى


(١) عجز البيت من الكامل، وهو للنابغة الزبيانى فى ديوانه ص ٨٩، والأزهية ص ٢١١، والأغانى ١١/ ٨، والجنى الدانى ص ١٤٦، ٢٦٠، وخزانة الأدب ٧/ ١٩٧، ١٩٨، ١٠/ ٤٠٧، والدرر اللوامع ٢/ ٢٠٢، ٥/ ١٧٨، وشرح التصريح ١/ ٣٦، وشرح شواهد المغنى ص ٤٩٠، ٧٦٤، وشرح المفصل ٨/ ١٤٨، ٩/ ١٨، ٥٢، ولسان العرب (قدد)، ومغنى اللبيب ص ١٧١، والمقاصد النحوية ١/ ٨٠، ٢/ ٣١٤، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢/ ٥٦، ٣٥٦، وأمالى ابن الحاجب ١/ ٤٥٥، وخزانة الأدب ٩/ ٨، ١١/ ٢٦٠، ورصف المبانى ص ٧٢، ١٢٥، ٤٤٨، وسر صناعة الإعراب ص ٣٣٤، ٤٩٠، ٧٧٧، وشرح الأشمونى ١/ ١٢، وشرح ابن عقيل ص ١٨، وشرح قطر الندى ص ١٦٠، وشرح المفصل ١٠/ ١١٠، ومغنى اللبيب ص ٣٤٢، والمقتضب ١/ ٤٢، وهمع الهوامع ١/ ١٤٣، ٢/ ٨٠. وصدره:

* أزف الترحل غير أن ركابنا*