علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

الفصل الثاني الجرح والتعديل

صفحة 164 - الجزء 1

الفصل الثاني الجرح والتعديل

  تمهيد:

  بعد أن تعرفنا على الإسناد وأهميته ولطائفه نأتي إلى كيفية معرفة رجاله من ناحية القبول والرد، إذ هم الركيزة الأولى في معرفة صحة الحديث من عدمها.

  ولذلك نهض علماء الحديث من أهل البيت وغيرهم لنقد رواة الحديث وسمي هذا النقد ب (الجرح والتعديل).

  فلم يقبلوا من الحديث إلا ما كان مروياً عن الثقات من غير فجوة ظاهرة أو خفية مع ضرورة سلامته من كل شذوذ أو علة قادحة.

  وهذا التدقيق في كيفية القبول يعتبر من خصائص الأمة الإسلامية ومما سبقوا به أمم الحضارة المعاصرة التي يصفها أصحابها بالمنهجية العلمية الدقيقة.

  تعريف الجرح والتعديل:

  فالتعديل هو: نسبة الراوي أو الشاهد إلى العدالة وهي المحافظة الدينية التي تحمل صاحبها على ملازمة التقوى، والمروءة ليس معها بدعة.

  والجرح هو: ظهور وصف في الراوي يثلم عدالته، أو يخل بحفظه وضبطه، أو وصفه بصفات تقتضي تضعيف روايته، أو عدم قبولها.

  أهميته: ويعتبر علم الجرح والتعديل من أهم علوم الحديث الكاشفة عن صحته من سقمه، ويحتل مرتبة هامة من بينها، فهو بمثابة الحارس اليقظ النبيه الذي يدق جرس الإنذار، عندما يشم اعوجاجاً في الكلام ينسب إلى الرسول المختار، صلى الله عليه وآله الأطهار، أو يعرف وضع إسناد من صنيع نقلة