تبصرة المتقين بتناقض المحدثين:
  وأعانهم على ذلك كثير من أصحابنا بتكثير سوادهم، واغتفار اعتقادهم، وما يتوهمه كثير منهم من أن صناعة علم الحديث و قوانينه وقواعده إنما عُني بها محدثوا الفقهاء دون أهل البيت $ وشيعتهم، حين رأوا من المحدثين قعقعة من غير مطر، و جعجعة من دون طحن، من غير تأمل لتلك القواعد التي كثروها، والأصول التي بطروها، وما فيها من الاضطراب فيما بينهم، وشدة الإختلاف بين شيوخهم(١).
  الدليل الثاني: تجدهم يجرحون الشيعة ويشددون الجرح في الرواية التي لا تتفق معهم، ثم تراهم يروون عنهم، مع أنهم لا يسلمونهم من الغمز واللمز في أغلب أحوالهم وعلى سبيل المثال أكتفي بذكر ثلاثة أمثلة:
  ١ - المثال الأول: عبيدالله بن موسي بن أبي المختار شيخ البخاري قالوا في وصفة: كان من حفاظ الحديث، إماماً في الفقه والحديث والقرآن موصوفاً بالعبادة والصلاح، لكنه شيعي(٢)، وقال الذهبي: كان صاحب عبادة بن وليد، صحب حمزة، وتخلق بآدابه إلا في التشيع المشؤوم فإنه أخذ عن أهل بلده المؤسس على البدعة)(٣).
  ٢ - المثال الثاني: على المديني الحافظ المحدث الشيعي ملأ البخاري صحيحه بحديثه وقال: (ما استصغرت نفسي بين يدي أحد إلا بين يدي علي بن المديني)(٤).
(١) الرسالة المنقذة: ١٤ - ١٦.
(٢) تهذيب التهذيب: ٥٣٩/ ١.
(٣) الميزان: ١٧٠/ ٢.
(٤) سير أعلام النبلاء: ٤١/ ١١.