فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ٢٩}⁣[الفتح: ٢٩].

  نقول: نعم قد امتدح الله الصالحين منهم، وأكد في آخر الآية بأن الوعد بالجنة لمن آمن وعمل صالحاً منهم، ولم يقل كلهم مؤمنهم و فاسقهم، ومنافقهم، فتدبروا القرآن يا أمة القرآن!.

السنة النبوية تؤكد نفي عدالة جميع الصحابة:

  والسنة النبوية تؤكد أيضاً بطلان عدالة جميع الصحابة:

  ١ - عن ابن عباس مرفوعاً: (إن أول الخلائق يكسي يوم القيامة إبراهيم #، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: يارب أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك)⁣^(⁣١).

  ٢ - عن أنس مرفوعاً: (ليردن عليَّ ناس حتى إذا عرفتهم اختلجوا من دوني، فأقول: أصحابي حتى إذا عرفتهم اختلجوا من دوني فأقول: أصحابي فيقول: لاتدري ما أحدثوا بعدك)⁣^(⁣٢).

  ٣ - عن أبي هريرة مرفوعاً: (يردُ عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي فُيُجلون عن الحوض ...)⁣^(⁣٣).

  وغير ذلك من الأحاديث الدالة على عدم عدالتهم جميعاً، وكلها تؤكد ذلك، وأهل السنة يقولون بخلاف ذلك.

  كما إن واقع الحال ينقض نظرية عدالة كل الصحابة، فأي عدالة لمن قال

(١) البخاري: ١٦٩١/ ٤، رقم: ٤٣٤٩، ٤٤٦٣.

(٢) البخاري: ٢٤٠٦/ ٥، رقم: ٦٢١١.

(٣) البخاري: ٢٤٠٧/ ٥، رقم: ٦٢١٤.