علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

15 - معرفة تواريخ الرواة:

صفحة 257 - الجزء 1

١٥ - معرفة تواريخ الرواة:

  والمراد به هو: البحث عن الوقت في كلٍ من المولد والوفاة، والوقائع والأحداث، ومن أهم فوائدُه معرفة إتصال السند، أو إنقطاعه، فإذا وقعت لك مثلاً رواية سهيل بن ذكوان بأنه رأى عائشة بواسط، وأنه روي عنها، وعلمت أن عائشة توفيت عام (٧٥) هـ. وأن واسط اختطها الحجاج عام (٨٣) هـ. علمت كذب هذه الرواية، ولو علمت مثلاً: أن ابن المنادي ذكر أن الأعمش أخذ بركاب أبي بكر الثقفي، وعلمت أن أبا بكر توفي سنة (٥١) هـ. وأن الأعمش ولد سنة (٦١) هـ. حكمت بكذب هذه الرواية.

  وكذلك ما رواه مسلم في صحيحه برقم (٢٥٠١) في فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي سفيان، من طريق عكرمة بن عمار عن أبي زميل، عن ابن عباس قال: (كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان، ولايقاعدونه، فقال للنبي ÷: يا نبي الله ثلاث أعطينهن؟ قال نعم، قال: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها؟ قال نعم، قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك، قال نعم⁣(⁣١)، قال: وتأمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين، قال نعم).

  قال أبو زميل، ولولا أنه طلب ذلك من النبي ÷ ما أعطاه ذلك، لأنه لم يكن يُسأل شيئاً إلا قال نعم.


(١) من هذا الحديث استدل النواصب على أن معاوية كاتباً للوحي، وليس كذلك