علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

تعقيب على كلام ابن حجر:

صفحة 187 - الجزء 1

  فكذا يقال في حق علي، وأيضاً فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهوراً بصدق اللهجة، والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض، فإن غالبهم كاذب⁣(⁣١)، ولا يتورع في الأخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أنّ علياً ¥ قتل عثمان أو أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم، ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب صفين)⁣(⁣٢).

تعقيب على كلام ابن حجر:

  علق السيد العلامة محمد بن عقيل على كلام ابن حجر بقوله: (كلام الشيخ⁣(⁣٣) وجيه واستشكاله صحيح لأن ذلك الصنيع - أي توثيق الناصبي، عنوان الميل والجور، والشيخ من أهل الإطلاع، والحفظ فاعترافه هنا دليل واضح، وحجة ثابتة على صنيع القوم الذين اعتادوا سب آل محمد وهو مع ذلك علامة فشو النصب، وشيوعه، وغلبة أهله في تلك الأيام التي اعتادوا فيها سماع سب أخي النبي ÷، وخف عليهم وقعه مع أنه سب الله ، وسب لرسوله ÷. فلم تنب عنه أسماعهم، ولم تنكره قلوبهم، وجمدوا على ذلك، واستخفوا به لأنه صار أمراً معتاداً، وفاعلوه أهل الرئاسة، والصولة.

  أفبعد الإعتراف بتوثيقهم الناصبي غالباً وهو منافق بشهادة النبي يجوز لنا


(١) الروافض الذين رفضوا الإمام زيد بن علي #، ويطلق على الرافضين لأهل البيت، في كل زمان، ومكان، ولا شك أن لأكاذيب الروافض القدماء، من الأثني عشر في الحديث، والسير، والتراجم، والعقائد، إسهام في إصدار مثل هذه الأحكام على الشيعة بأكملهم، ولو قرأنا كتب الرجال والحديث عند هؤلاء، لوجدنا العجب العجاب.

(٢) تهذيب التهذيب: ٤٥٨/ ٨.

(٣) وهو توثيق الناصبي غالباً، وجرح الشيعي مطلقاً.