علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

وقفات حول معاوية!

صفحة 239 - الجزء 1

  فيهم الرسول ÷ مخاطباً عمار: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)⁣(⁣١).

  ومن المعروف أنا فة معاوية الباغية القاتلة لعمار، والمتمردة على إمام المتقين، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وقد حاول معاوية أن يقلب المفاهيم، ويعكس الحقائق فقال: (قتله من أخرجه)، وهو يعلم إن حمزة وجعفراً، ومصعباً وغيرهم، من الصحابة قُتلوا مع رسول الله ÷، أفيكون هو القاتل لهم؟!.

  ولم يكن عمار هو الوحيد الذي قتله معاوية، بل قتل حُجراً، وقتل الكثير من النفوس المؤمنة وسم الحسن عن طريق زوجته جعدة، وعذب أنظار الإمام علي # وشيعته، وامتحنهم بسبه، وهو الذي أرسل بسْر بن أرطأة⁣(⁣٢)، في ثلاثة ألاف وأكثر إلى المدينة المنورة، فصعد المنبر، وتهدد أهل المدينة بالقتل إن لم يبايعوا لمعاوية، ثم سار إلى مكة، وفعل فيها الأفاعيل، ثم ذهب إلى اليمن وقتل الكثير، ولم يسلم من بطشه وجبروته حتى الأطفال، فلقد ذبح ابني عبيدالله بن العباس بصنعاء وهما على المصحف بدون خوف أو حياء.

  ومن الغرابة بمكان أن يقول مسلم: لعلي أجران، ولمعاوية أجر لأنه


(١) تقدم تخريجه.

(٢) بسْر بن أرطاة العامري: قائد فتاك ظالم، من الجبارين قتل الشيوخ، وسبأ النساء المسلمات، ولد بمكة قبل الهجرة، وهو من رجال معاوية، ووجهه معاوية إلى المدينة فاستباحها، والى مكة فاحتلها وإلى اليمن فأخضعها ولاه معاوية البصرة بعد استشهاد الإمام علي #، وأصيب في أخر عمره في عقله، ولم يزل معاوية مقرباً له، مدنياً منزله، وهو على تلك الحال، ألى أن مات في دمشق سنة (٨٦) هـ فعليه لعنة الله.