تبصرة المتقين بتناقض المحدثين:
  وقت الحج، فخرجت إلى مكة فلقيت بها يحيى بن معين، فقلت له: يا أبا زكريا مانزل بنا من شيء بلغنا عنكم في عبد الرزاق؟.
  قال: وما هو؟ قلنا: بلغنا أنكم تركتم حديثه، ورغبتم عنه.
  فقال: يا أبا صالح لو أرتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه)(١).
  فبالله عليك أيها القارئ كيف يجرحون بقية الشيعة بالرغم أنهم لم يروا إلا مثل ما رأي عبدالرزاق؟
  فهذا شريك بن عبدالله القاضي تكلموا فيه لكونه قال عندما ذكر عنده معاوية بالحلم: (ليس بحليم من سفه الحق، وحارب علياً)(٢).
  قال العلامة المقبلي: (ومن المضحكات عند المحدثين أنهم ينقمون على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ¥ حتى يجرحون من يقول ودّ أنه معه في كل المواطن، كشريك القاضي، ومن لا يحصى، ثم تراهم يفتون بكفر من لا يساعدهم على نوادر ماعليها معرَّج، ويرون ما المعلوم خلافه لكل من عرف ذلك بلا حياء)(٣).
  الدليل الثالث: تجدهم يتعسفون في تأويل فضائل الإمام علي # الصحيحة، ويقدحون فيها، ويجرحون رواتها، وبالمقابل يلتمسون الأعذار لمساوئ معاوية القبيحة، ويعدلون محبيه وواضعي فضائله!.
  والأمثلة على ذلك كثيرة أبسطها حديث الأكل الذام لمعاوية الذي قال فيه النبي ÷: (لا أشبع الله بطنه)(٤)، لأنه عصي
(١) الميزان: ١٢٨/ ٢.
(٢) الميزان: ٤٤٥/ ١.
(٣) العلم الشامخ: ٣٤١.
(٤) اخرجه مسلم: ١٧٢/ ٥ وغيره.