مشروعيته:
  الأخبار خاصة الموالين، لقتلة حجر وعمار الذين كان يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار(١).
  مشروعيته: ويستمد الجرح والتعديل مشروعيته من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، أما القرآن فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}[الحجرات: ٦]، وقال تعالى: {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ}[التوبة: ٩٧] وقال تعالى: {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[التوبة: ٩٩]، ففي الآية الأولى والثانية جرح وفي الثالثة تعديل.
  وأما السنة فقال رسول الله ÷: (متى ترعوون عن ذكر الفاجر أهتكوه يحذره الناس)(٢).
  وقال ÷ لفاطمة بنت قيس لما استشارته في أمر زواجها وكان قد تقدم لخطبتها معاوية وأبو جهم:
  (أما معاوية فصعلوك، وأما أبوجهم فلا يضع العصا عن عاتقه، انكحي
(١) إشارة إلى حديث عمار الذي قال فيه النبي المختار: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) وقد رواه البخاري ١٧٢/ ١ رقم ٤٣٦، ١٠٣٤/ ٢ برقم ٢٦٥٧، ومسلم ٤٣٠/ ٥، والحاكم في المستدرك ٣٨٦/ ٣ وغيرهم، ومما لاشك فيه إن حُجراً وعماراً قتلا بأمر معاوية بن أبي سفيان الطليق بن الطليق وابن آكلة الأكباد، وهذا ثابت تأريخيَّا لاينكره إلا مكابر معاند. ومن المعروف أن حُجراً وعماراً من فضلاء الصحابة ولم يقتلا إلا بسبب حبهما لأمير المؤمنين وعدم سبهما له. والله تعالى يقول {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ٩٣}[النساء: ٩٣]. قال الشيخ الحسن البصري (أربع خصال كن في معاوية ... كم عدد تلك الخصال وذكر منها قتله حُجر وأصحاب حُجر، فياويلاله من حُجر، وياويلاً له من أصحاب حُجر).
(٢) الكفاية: ٥٩، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد ٣٨٢/ ٢.