تعجب واستغراب!
  النواصب(١) في أغلب أحوالهم، ويجرحون الشيعة على الإطلاق بالرغم من الفرق الكبير بينهما.
  فالنواصب يبغضون أمير المؤمنين #، بينما الشيعة يدينون بحبه، والرسول ÷ قد أكد بأنه (لايحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق)! والله تعالى يقول: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}[المنافقون: ١].
  والأمر الذي يدعو للإستغراب والإعجاب أنهم يوثوقون من جرحه الله ورسوله، ويجرحون من وثقه الله ورسوله.
  ومن له مسكة عقل حكم ببطلان هذه القاعدة الناتجة عن سياسة الدولة الأموية! وأدرك ضررها على ديننا الإسلامي الحنيف.
  قال ابن حجر متعجباً مستغرباً: (وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالباً، وتوهينهم الشيعة مطلقاً، ولاسيما أن علياً ورد في حقه (لايحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق) ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض هاهنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي ÷ لأن من الطبع البشري بُغض من وقعت منه إساءةٌ في حق المبغض والحب بالعكس، وذلك مايرجع إلى أمور الدنيا غالباً.
  والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم، فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادَّعى أنه نبي أو إله، تعالى الله عن إفكهم.
  والذي ورد في حق على من ذلك، قد ورد مثله في حق الأنصار، وأجاب عنه العلماء: إن بعضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس.
(١) هم من ينصبون العداء لآل محمد أو لعلي وأبناءه.