علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

القرآن يؤكد نفي عدالة كل الصحابة:

صفحة 237 - الجزء 1

  عقبة⁣(⁣١).

  ٣ - قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٧}⁣[الصف: ٧].

  نزلت هذه الآية في عبدالله بن أبي السرح الذي افترى على الله الكذب، وحاول تحريف القرآن⁣(⁣٢).

  فتلك ثلاث آيات ذكرها الله في القرآن، تناولت الآية الأولى نفاق ثعلبة، وتناولت الآية الثانية فسق عقبة وأنه من أهل النار، وتناولت الآية الثالثة افتراء عبدالله بن أبي السرح، ومحاولة تحريفه للكتاب.

  هذا حكم الله في هؤلاء الثلاثة وهم ممن رأى النبي ÷، وسمع منه، فهل كان مجرد ذلك منجياً لهم من عذاب الله؟ لا لم يكن ذلك كافياً لنجاتهم، بل حكم الله بهلاكهم، وأما أهل السنة فحكموا بنجاتهم وفقاً لمصطلحهم، وتطبيقاً لنظريتهم بعدالة جميع الصحابة!.

  ومن قرأ القرآن وجده مليئاً بالآيات الكريمة الكاشفة عن نفاق بعض الصحابة بأنواعه الظاهرة والباطنة، فمن أراد معرفة ذلك بجلاء فليقرأ سورة الفاضحة (التوبة)، وغيرها من السور التي تبين بوضوح ذلك النفاق والعناد.

  وقد يستدل بعض القائلين بعدالة جميع الصحابة بقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ


(١) شواهد التنزيل: ٤٤٥، الكشاف: ٥١٤/ ٣، ابن كثير: ٤٦٢/ ٣، وغيرهم كثير.⁣(⁣٢) - السيرة الجلية: باب فتح مكة، وانظر نظرية عدالة الصحابة: ٤٣.