علوم الحديث عند الزيدية والمحدثين،

عبدالله بن حمود العزي (معاصر)

ألقاب المحدثين

صفحة 265 - الجزء 1

ألقاب المحدثين⁣(⁣١)

  ومن المناسب ذكر بعض ألقاب المحدثين التي استحسن علماء الحديث إطلاقها على المشتغلين بالحديث وعلومه، وإلحاقها بأسمائهم عند ترجمتهم التعرف طبقاتهم ودرجاتهم، وأشهر هذه الألقاب التي ينبهوا على التمييز بينها هي ثلاثة: (المسند، المحدث، الحافظ).

  فالمسند: هو من يروي الحديث بإسناده، سواء أكان عنده علم به أم ليس له إلا مجرد الرواية.

  والمحدث: هو من يروي الحديث بإسناده، مع معرفته به وبالعلل، وأسماء الرجال، وأنواع الأسانيد، وعلى هذا هو أرفع مكاناً من المسند.

  أما الحافظ: فهو أعلاهم درجة، وأرفعهم منزلة، فمن صفاته أن يكون عارفاً بأكثر الأحاديث، بصيراً بطرقها، مميزاً لأسانيدها، حافظاً لأكثرها لم يفوته إلا الشيء اليسير، ويكون مدركاً لكل الطبقات بحيث مايعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله، وأشهر الحفاظ هو: الحافظ المتقن أحمد بن محمد بن عقدة أبو العباس الكوفي الزيدي⁣(⁣٢) كان يحفظ ثلاثمائة ألف حديث⁣(⁣٣) من حديث أهل البيت، وقيل أربعمائة ألف حديث، قال عبدالله القادسي: وهو أحد الأخوة الأربعة الذين أخذوا عن الحافظ ابن عقدة (أقمت مع إخوتي


(١) ونؤكد على أن الألقاب ليست على إطلاقها مطلقاً، بل غالباً، لأنه دخل فيها نوع من الخلط، والمجاملات.

(٢) تقدمت ترجمه.

(٣) الفلك الدوار: ٤٩.