الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل في ذكر المعجز وحقيقته

صفحة 108 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}⁣[النساء: ١٧٢].

  وبيان الاستدلال بها: أن ذلك تَرَقّ من درجة إلى درجة أعلى منها، يعرف ذلك العالم بأساليب أهل اللسان العربي يقال: لا يأنف فلان من تعظيم العالم ولا من هو أعظم منه.

  ونبينا ~ أفضل من سائر الأنبياء À؛ لأدلة لا يسعها هذا الكتاب منها قوله ÷: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر».

فصل في ذكر المعجز وحقيقته

  والمعجز: مالا يطيقه بشر، ولا يمكن التعليم لإحضار مثله ابتداء، سواء دخل جنسه في مقدورنا كالكلام أم لا كحنين الجذع.

  ولا يصلح نبي بلا معجز، خلافاً للحشوية.

  قلنا: المعجز شاهد بصدقه، وإذا عدم الشاهد لم يحصل التمييز بين النبي الصادق الأمين، وبين نحو مسيلمة اللعين.

  والله تعالى عدل حكيم لا يلبس خطابه بالهراء والافتراء.

  بلى يجوز أن يشهد على نبوته نبي قبله لحصول الشهادة على صدقه.

  وشرطه: إما أن يدَّعِيه النبي قبل حصوله، ويقع على حسب دعواه نحو قوله تعالى حاكياً: {أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ}⁣[الشعراء: ٣٠]، أو كان معرفاً بالنبوة كخبر الثعلب، وإلا فهو آية من آيات الله مصادفة وليس بمعجز؛ لعدم اختصاصها بوقته.

  ويجوز تراخيه عن وقت الدعوى ولو بأوقات كثيرة إن أخبر به فوقع: إذ صارا معجزين.

  ويجوز متقدماً إن كان معرفاً بالنبوة، كقوله تعالى حاكياً عن عيسى #: {وَجَعَلَنِي نَبِيًّا}⁣[مريم: ٣٠] وهو في المهد.