فصل [في خطايا الأنبياء]
  يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ}[النساء: ١٤]، ولم يفصل، ولم يغفر الله سبحانه سيئة من غير توبة إلا الخطأ والنسيان والمضطر إليه؛ لقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}[الأحزاب: ٥]، وقوله تعالى معلماً لعباده مرشداً: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}[البقرة: ٢٨٦]، واستثنى تعالى المضطر إليه.
  وقوله ÷: «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان» الخبر، فعلمنا بذلك أن الكبير ما وقع عمداً من غير اضطرار إليه.
  البصرية: ليس كل عمد كبيرة، بل ما وجب فيه حد أو نُصَّ على كبره، وغير ذلك محتمل.
  قلنا: استحق فاعلها النار قطعاً بالنص فلا احتمال.
  المهدي #، وجمهور البصرية: والصغائر كلها غير متعينة؛ لأنها بعض العمد إذ تعيينها كالإغراء.
  قلنا: بل كلها متعين؛ لأنها الخطأ كما مر.
فصل [في خطايا الأنبياء]
  الهادي والناصر @ وبعض البغدادية: وخطايا الأنبياء $ لا عمد فيها.
  المهدي # والبصرية: بل هي عمد.
  لنا: قوله تعالى: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}[طه: ١١٥] وقوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}[الأنبياء: ٨٧] أي: لن نُضَيِّق عليه، أي: لا نؤاخذه.
  قالوا: ما تعمده الأنبياء $ فصغيرة؛ لكثرة ثوابهم.
  قلنا: قال تعالى: {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ}[الإسراء: ٧٤، ٧٥]، فليس ما قالوا بصحيح، وأيضاً لا خلاف في وقوع خطايا الأنبياء $، فإن تعمدوها لأجل تعريفهم أنها صغائر فذلك إغراء،