الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في التكفير والتفسيق]

صفحة 162 - الجزء 1

  العترة $، وصفوة الشيعة وجمهور المعتزلة وغيرهم: ومن شبه الله تعالى بخلقه، أو نسب عصيان العباد إليه تعالى كَفَرَ؛ لعدم معرفته بالله تعالى، ولسبه له جل وعلا، والإجماع على كفر من جهل بالله تعالى أو سبه.

  قديم قولي المؤيد بالله (ع) ومحمد بن شبيب، والملاحمية⁣(⁣١): المجبرة عصاة وليسوا بكفار.

  لنا: ما مر، وقوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ}⁣[الزمر: ٣٢]، فقد افترت المجبرة على الله الكذب، حيث نسبت عصيان العباد إليه تعالى، وكذبت هي والمشبهة بالصدق؛ لأن الله تعالى يقول: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}⁣[الزمر: ٧] والمجبرة تقول: بل رضيه.

  ويقول تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١] والمجسمة يقولون: بل هو كالأجسام، فسماهم الله تعالى في آخر الآية كافرين.

  والإجماع على أن من رد آية فهو كافر.

  وكذلك القول فيمن يقول: إن الله تعالى يحل في الكواعب الحسان، ومن أشبههن من المردان عشقاً منه لها، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

  وإن أموال الناس والفروج المحرمة حلال، وليس المراد بالجنة إلا وصل الحبيب، ولا بالنار إلا هجره؛ للآية، ولردهم أيضاً ما علم من الدين ضرورة، وهو أيضاً تكذيب لله ولرسوله.

  وكذلك القول فيمن والى كافراً؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}⁣[المائدة: ٥١]، أو صوب عاصياً في عصيانه المتجاري عليه؛ لرده ما علم من الدين ضرورة، إذ هو تكذيب لما جاء به رسول الله ÷، أو جالسهم حال ارتكابهم فعل الكفر غير مكره؛ لقوله تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}⁣[النساء: ١٤٠].


(١) في نسخة من نسخ المتن: (وغيرهم) وليست موجودة في الشرح. تمت