الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[الميزان]

صفحة 176 - الجزء 1

  قلنا: وزن الأعمال مستحيل، إذ هي أعراض، ووزن غيرها إما جور أو لا طائل تحته، وأيما كان فلا يجوز على الله تعالى.

  ولنا: قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ}⁣[الأعراف: ٨] وهذا نص صريح أنه الحق، وقوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}⁣[الأنبياء: ٤٧]، وهذا نص صريح أن الموازين هي القسط، والقسط هو العدل، وكالميزان الذي أنزله الله تعالى في الدنيا حيث قال: {وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ}⁣[الحديد: ٢٥].

  قالوا: روي عن ابن عباس ¥ أنه قال في صفة الميزان: (دون العمود كما بين المشرق والمغرب، وكفة الميزان كأطباق الدنيا).

  قلنا: لا وثوق برواية من روى هذا عنه، وإن سلم فذكره للعمود والكفة ترشيح، كقول الشاعر [يصف رجلاً شجاعاً].

  *** ... له لِبَدٌ أَظْفارُه لم تُقَلَّمِ⁣(⁣١)

  فيوافق حينئذ ما ذكرناه من الأدلة.

  والصراط في الدنيا: هو دين الله الذي جاء به رسول الله ÷ إجماعاً.

  المهدي # وغيره: وفي الآخرة هو جسر على جهنم.

  لنا قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}⁣[الأنعام: ١٥٣] خطاباً لأهل الدنيا.

  وقال تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}⁣[الأنعام: ١٦١] وقوله تعالى: {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}⁣[الطور: ١٣] وقوله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا}⁣[الزمر: ٧١] ... إلى قوله تعالى:


(١) الشاهد في قوله: لبد، وهي: الشعر المتراكم بين كتفي الأسد فهي ترشيح وكذلك الشاهد في قوله: أظفاره لم تقلم، ترشيح لأنه من ملائمات المستعار منه وهو الأسد الحقيقي؛ لأنه ليس من شأنه تقليم الأظفار وتكون القرينة حالية أو كلمة لدى. علوم البلاغة بتصرف.