[الميزان]
  {قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا}[الزمر: ٧٢] نص صريح في أنهم لا يمشون على جسر فوقها.
  وأيضاً ما قالوا يستلزم تكليف المؤمنين في الآخرة، والإجماع على أن لا تكليف فيها.
  قيل: ويلزمنا التكليف بالوقوف في المحشر كالوقوف بعرفة، والمرور إلى الجنة كالمرور في الحج.
  قلنا: لا سواء؛ لأن الوقوف في المحشر لا مشقة فيه على المؤمنين؛ لأنه تعجيل جزاء للمكلفين، وكذلك مرورهم إلى الجنة؛ لسرورهم وشوقهم إليها بخلاف المرور على جسر جهنم، فهو مشقة لا أعظم منها؛ لأنكم تزعمون أن الأنبياء والمرسلين يقولون: سلّم سلّم: خوفاً من أن يقعوا فيها وذلك أعظم تكليف.
  قالوا: قال تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}[مريم: ٧١]، وليس ورودها إلا المرور على الجسر.
  قلنا: بل ورودها حضورها فقط؛ لأن الورود في اللغة بمعنى الحضور كقوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ}[القصص: ٢٣]، أي: حضر من غير خوف ولا حزن على المؤمنين؛ لقوله تعالى: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}[فصلت: ٣٠]، وقوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}[النمل: ٨٩].
  قالوا: قد روي عنه ÷ أنه قال: «يمد الصراط فيكون أول من يمر به أنا وأمتي والملائكة بجنبيه أكثرهم يقول: سلم سلم» الخبر.
  قلنا: لا ثقة براويه، وإن سلم فمعارض بأقوى منه، وهو قوله ÷ لعلي كرم الله وجهه في الجنة: «يا علي إن المؤمنين إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا بنوق عليها رحائل الذهب يستوون عليها فتطير بهم إلى باب الجنة». الخبر بطوله.