فصل [في حقيقة النظر وما يجب منه وأقسامه]
  ودعوى من يقول: المناسب والغائب خلاف ذلك؟!
  المجبرة(١): لا يجب إلا سمعاً.
  لنا: ما مر(٢)، وإن سلم لزم بطلانه بالدور، أو الكفر؛ لأن المكلفين إما أن يجب عليهم النظر في صحة دعوة الأنبياء $ أو لا.
  الأول: دور؛ لأنه لا يجب النظر إلا بالسمع، والسمع لا يثبت إلا بالنظر.
  والثاني: تصويبٌ لمن أعرض عن دعوة الأنبياء $ إذ لا واجب عليه، وذلك كفر؛ لأنه رد لما جاءت به الرسل، وما علم من دين كل نبيء ضرورة.
  أئمتنا $ والجمهور: وهو فرض عين.
  ابن عياش(٣)، والبلخي(٤)، والعنبري(٥)، ورواية(٦) عن القاسم(٧) #،
(١) المجبرة: يسمون مجبرة وقدرية، ولا يرضون بهذه التسمية بل يسمون أنفسهم أهل السنة، ويجمع مذهبهم القول بخلق الأفعال وإرادة المعاصي، وأن الله يعذب من يشاء بغير ذنب، وأنه تعالى يفعل الفعل لا لغرض، وأنه لا يقبح منه شيء، وأن القبائح بقضائه وقدره ... إلى غير ذلك.
(٢) من الاستدلال على وجوب النظر والاستدلال على ثبوت حجة العقل. تمت من كتاب عدة الأكياس.
(٣) هو إبراهيم بن عياش النصيبي البصري المعتزلي، قال في المنية والأمل: كان من الورع والزهد والعلم على حد عظيم، وهو من الطبقة العاشرة من المعتزلة، وله كتاب في إمامة الحسنين وكتب أخرى حسان وهو أحد الذين تتلمذ عليهم القاضي عبدالجبار.
(٤) هو أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمود البلخي الكعبي، من معتزلة بغداد، من الطبقة الثامنة، وكان فاضلاً قائماً بجميع العلوم، ولد ببلخ، وتوفي سنة ٣١٩، وقيل: سنة ٣٢٢ هـ.
(٥) هو عبدالله بن الحسن العنبري.
(٦) الرواية عن القاسم # مغمورة، والرواية عن المؤيد بالله # غير صحيحة. للمزيد انظر عدة الأكياس.
(٧) هو الإمام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ وهذا الإمام هو جد الإمام الهادي #، وهو من كبار أئمة الزيدية $. قام - لما سمع بموت أخيه الإمام محمد بن إبراهيم - بمصر سنة تسع وتسعين ومائة، ولبث في دعاء الخلق إلى الله إلى سنة ست وأربعين ومائتين. ومن مؤلفاته: كتاب الدليل الكبير في علم التوحيد، قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في سياق كلام في مؤلفات الإمام القاسم: ويحكي مذاهب الفلاسفة، ويتكلّم عليهم في التركيب والهيئة. وفي كتاب الرد على ابن المقفع ونقضه كلامه في الانتصار، وفي الكتاب الذي حكى فيه مناظرة الملحد بأرض مصر، وفي كتاب الردّ على المجبرة، وفي كتاب تأويل العرش والكرسي على المشبهة، وفي كتاب الناسخ والمنسوخ، وفي =