فرع [المستدل نفس الدليل]
  ذكَّرنا إياها فهو دليل بالتدريج كالدليل على كونه حياً(١).
  والظني إن كان كذلك: فصحيح.
  وغير المثير: دور(٢).
  جمهور أئمتنا $ وجمهور المعتزلة، وقدماء الأشعرية وغيرهم: ويصح بالقياس العقلي.
  بعض أئمتنا $ وغيرهم: لا يصح.
  قلنا: يوصل إلى العلم؛ ألا ترى أنه من وجد بناءً في فَلاة فإنه يعلم أن له بانياً، وليس ذلك إلا بالقياس على ما شاهد من المبنيات المصنوعة بحضرته؛ لعدم المشاهدة لبانيه وعدم المخبر عنه، والجامع بينهما عدم الفارق.
  ولوروده في السمع كقوله تعالى: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ}[يس: ٧٩] ونحوها.
فرع [المستدل نفس الدليل]
  ووجود المستدل على الله سبحانه لازم لوجود الدليل؛ لأن وجوده هو نفس الدليل، فيبطل تقدير عدم الدليل على الله سبحانه مع وجود المستدل، بخلاف العكس؛ لجواز أن يخلق الله تعالى شيئاً لا يعلم - نحو الجماد - قبل خلقه تعالى من يعلم.
  والجهل بوجه الدليل لا يبطل كونه دليلاً؛ لأن الجهل لا تأثير له في إبطال الأدلة باتفاق العقلاء.
(١) وهي كونها منبهة على أقوى طرق الفكر، فهي في الدرجة الأولى من الدلالة كدليل التدريج على كونه تعالى حياً، ومعنى التدريج: أنه قد صح منه الفعل، وصحة الفعل مترتبة على كونه قادراً، والقادر لا يكون إلا حياً؛ فصحة الفعل درجة أولى، والقدرة درجة ثانية في الدلالة على كونه حياً.
(٢) لتوقف معرفة الآيات غير المثيرة والانقياد لحكمها على معرفة الله سبحانه والفرض أن معرفة الله إنما حصلت بها. تمت من كتاب عدة الأكياس.