الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في ذكر المؤثر]

صفحة 33 - الجزء 1

فصل [في ذكر المؤثر]

  ولا مؤثر حقيقةً إلا الفاعل⁣(⁣١).

  بعض المعتزلة⁣(⁣٢)، والفلاسفة وغيرهم: بل والعلة والسبب، وما يجري مجراهما وهو: الشرط والداعي.

  البهشمية وغيرهم: والمقتضي.

  والعلة عندهم: ذاتٌ موجبةٌ لصفةٍ أو حكمٍ⁣(⁣٣)، وشرطها: أن لا يتقدم ما أوجبته وجوداً بل تتقدم عليه رتبة.

  وشرط الذي أوجبته: أن لا يتخلف عنها.

  والسبب عندهم: ذاتٌ موجبةٌ لأخرى كالنظر الموجب للعلم.

  والشرط: ما يترتب صحة تأثير غيره عليه⁣(⁣٤)، أو ما يجري مجرى الغير⁣(⁣٥)، وهو نحو: الوجود في تأثير المؤثرات.

  وشرطه: أن لا يكون مؤثِّراً - بالكسر - في وجود المؤثَّر - بالفتح ـ.

  والداعي عندهم ضربان: حاجي وحكمي⁣(⁣٦).

  فالأول: العلم أو الظن بحسن الفعل لجلب نفع النفس أو دفع الضرر عنها.


(١) وهو إما الله سبحانه أو العبد المخلوق أو الحيوان غير العاقل بما ركب الله فيه من القدرة والحياة.

(٢) وهم من أثبت المعاني منهم، وأما من نفاها فهو ينفي العلل.

(٣) الصفة: قال في الشرح: كالعلم في المخلوق الموجب للصفة وهي العالِمِيّة، والحياة فإنها توجب للحي كونه حياً ... إلخ. والحكم، قالوا في تعريفه: هو المزية التي تعلم عليها الذات باعتبار غيرين، أي: ذاتين، أو غير وما يجري مجرى الغير؛ كالمماثلة والمخالفة، ومثال ما يعلم بين غير وما يجري مجرى الغير: صحة الإحكام فهي تعلم باعتبار غير وهو المحكم، وما يجري مجرى الغير وهو العالمية.

(٤) كالوجود فإنه شرط في اقتضاء الجوهرية للتحيز وليس بمؤثر فيه.

(٥) وهو الصفة عندهم فإنها جارية مجرى الغير وصحة تأثيرها مترتب على وجودها.

(٦) داعي الحاجة هو: علم الفاعل أو ظنه أو اعتقاده أن له في الفعل منفعة أو دفع مضرة عنه أو عمن يحب. [مفتاح السعادة]. وداعي الحكمة هو: العلم أو الاعتقاد أو الظن بأن في الفعل منفعة للغير أو دفع مضرة عنه. [مفتاح السعادة].