الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في ذكر المؤثر]

صفحة 34 - الجزء 1

  والثاني: العلم أو الظن بحسن الفعل من غير نظر إلى نفع النفس، أو دفع الضرر عنها كمكارم الأخلاق.

  والمقتضي⁣(⁣١): الصفة الأخص المؤثرة تأثير العلة، والْمُشْتَرَطُ فيها شرطُها، وكذلك شرط ما أوجبته.

  قلت: هي إما لا دليل على تأثيرها؛ بل قام الدليل على بطلانه، وذلك هو العلة والمقتضي؛ إذ ما إيجابهما لِمَا ادُّعِي تأثيرهما إياه بأولى من العكس؛ لعدم تقدمهما وجوداً على ما أثَّراه، ولا دعوى تقدمهما رتبة عليه بأولى من العكس؛ لفقد الدليل.

  وإن سُلِّم؛ فما بعض الذوات⁣(⁣٢) أولى بتلك الصفات والأحكام⁣(⁣٣) من بعض⁣(⁣٤)؛ لأنه تأثير إيجاب لا تأثير اختيار.

  وإما آلة: وذلك السبب، والتأثير للفاعل ضرورة، كالنظر فإنه آلة للناظر.

  وإما لا تأثير له تأثير إيجاب بإقرارهم، ولا اختيار له بإقرارهم أيضاً، ولا يعقل تأثير ثالث، وذلك: الشرط.

  وإن سُلِّم لزم تأثير بين مؤثِّرين⁣(⁣٥) كمقدور بين قادرين، وهم يحيلونه.

  وإما غرضٌ، والمؤثر الفاعل ضرورة وذلك: نوعا الداعي.

  وإن سُلِّم لزم أن لا يحصل الفعل من الفاعل إلا عند وجود ذلك الغرض، وألا يتمكن الفاعل من ترك الفعل عند وجوده.


(١) قال في الشرح: قالوا: هو صفة تقتضي صفة أخرى يرجعان إلى ذات واحدة، كالتّحَيُّز فإنه مقتضى عن الجوهريَّة.

(٢) وهي المعاني التي زعموها مؤثرة.

(٣) أي بتأثيرها فيها.

(٤) أي من سائر الذوات الأُخر التي ليست بمعان فكن يلزم أن توجب كل ذات معنى كان أو غيره مدركاً كان أو غير مدرك صفة أو حكماً.

(٥) وهما الشرط والفاعل. تمت من كتاب عدة الأكياس.