الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في ذكر المؤثر]

صفحة 35 - الجزء 1

  وإن سلم عدم اللزوم لزم أن يكون تأثير بين مؤثرين كمقدور بين قادرين، وهم يحيلونه⁣(⁣١).

  وإما لا دليل عليه رأساً وذلك: المقتضي كما مر من بطلان تأثيره، وأيضاً هو متلاش لأنه إما موجود أو معدوم، أو لا موجود ولا معدوم.

  ليس الثالث؛ إذ لا واسطة إلا العدم. ولا الثاني؛ إذ لا تأثير للمعدوم.

  والأول إما قديم أو محدث، أو لا قديم ولا محدث.

  ليس الثالث؛ إذ لا واسطة إلا العدم، ولا تأثير له كما سبق.

  ولا الثاني؛ لأنه مؤثر في صفات الله تعالى بزعمهم فيلزم أن تكون صفات الله محدثة؛ لحدوث مؤثرها، وسيأتي بطلان ذلك، مع أنهم لا يقولون بذلك وحاشاهم.

  ولا الأول؛ لأنه يلزم أن يكون قديم آخر مع الله - تعالى الله عن ذلك - وسيأتي بطلانه، مع أنهم لا يقولون ذلك وحاشاهم.

  وقد اصطلح على إثبات أمور لا تعقل غير ما تقدم ذكره، وهي: طبع الطبائعي، وكسب⁣(⁣٢) الأشعري، وطفر⁣(⁣٣) النظام⁣(⁣٤)، ومزايا أبي الحسين البصري، وعرض لا محل له⁣(⁣٥)، وحركة لا هي الله ولا هي غيره⁣(⁣٦)، ومعاني لا هي الله ولا


(١) أي: يحكمون باستحالته.

(٢) حيث قالوا: إن الفعل مخلوق لله كسب للعبد.

(٣) هو كون الكائن في مكان بعد كونه في مكان آخر من دون قطع مسافة لا في الأرض ولا في الهواء، والطفر في اللغة: الوثب في الاستواء وإلى الأعلى.

(٤) هو إبراهيم بن سيار النظام البصري المعتزلي أبو إسحاق يقال: هو مولى، قال الإمام المهدي # في شرح الملل والنحل: قيل إنه كان لا يكتب ولا يقرأ وقد حفظ التوراة والإنجيل والزبور مع تفسيرها. قال الجاحظ: ما رأيت أحداً أعلم بالفقه والكلام من النظّام، وهو من الطبقة السادسة من طبقات المعتزلة أهـ. وسمي نظاماً لأنه كان ينظم الكلام، وقيل كان ينظم الخرز. توفي سنة بضع وعشرين ومائتين. تمت من حواشي الإصباح على المصباح

(٥) وهي الإرادة في حقه تعالى التي زعم بعض المعتزلة أنها عرض.

(٦) وهي الإرادة أيضاً عند هشام بن الحكم ومتابعيه.