الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في ذكر الحد]

صفحة 36 - الجزء 1

  هي غيره⁣(⁣١)، وغير مانع للحيز من ثلاث جهات دون الرابعة⁣(⁣٢)، وثابت غير موجود⁣(⁣٣)، وأمور لا توصف بالحدوث ولا القدم، ولا الوجود ولا العدم⁣(⁣٤)، ولله دَرُّ القائل:

  وبعض القول ليس له عناج ... كمخض الماء ليس له إتاء

فصل [في ذكر الحد]

  والحد لغة: طرف الشيء، وشفرةُ نحوِ السيف، والمنعُ.

  واصطلاحاً: «قول يشرح به اسم، أو تُتَصور به ماهية».

  فالأول نحو قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا}⁣[مريم: ٦٥]، أي: هو رب جميع الأجناس التي هي السماوات والأرض وما بينهما، في جواب فرعون في قوله: {وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}⁣[الشعراء: ٢٣]، أي: أيُّ جنس رب العالمين؟

  والثاني: نحو قولهم: الإنسان حيوان ناطق.

  ويرادفه لفظ الحقيقة والماهية.

  فحدُّ بعض المتكلمين للذات⁣(⁣٥)، وحدهم نحو موجود⁣(⁣٦) بالمعنى الثاني لا يصح؛ لأن الله تعالى لا يصح تصوره كما سيأتي إن شاء الله تعالى؛ فليس بجامع.

  وقولهم في حد العالِمِ: «من يمكنه إيجاد الفعل المحكَم» لا يصح بالمعنيين معاً؛


(١) وهو قول بعض الأشعرية في صفات الله تعالى.

(٢) فإنه يمنع منها وهو قول بعض المعتزلة في الجوهر الفرد.

(٣) وهذا قول بعض المعتزلة في ذوا ت العالم فقالوا هي ثابتة في العدم لا موجودة في القدم.

(٤) وهذا قول بعض المعتزلة في صفاته تعالى أنها أمور زائدة على ذاته لا هي الموصوف ولا غيره ولا محدثة ولا قديمة، ولا موجودة ولا معدومة.

(٥) بقولهم هي ما يصح العلم بها على انفرادها. تمت من كتاب عدة الأكياس.

(٦) اختلف في حد الموجود فقال أبو عبدالله البصري والبغداديون: هو الكائن الثابت، وقيل: هو ما يصح تعلقه بغيره، ذكره الموفق بالله #، وقال قاضي القضاة: هو المختص بصفة تظهر عندها الصفات والأحكام. تمت مفتاح السعادة