الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

فصل [في استحالة الفناء على الله]

صفحة 55 - الجزء 1

  بعض اليهود وبعض النصارى معاً: بل هم أبناء الله.

  قلنا: الولد يستلزم الحلول ثم الانفصال، ولا يحل إلا في جسم، ولا ينفصل إلا عنه، والله تعالى ليس بجسم؛ لما مر.

  وقال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١ اللَّهُ الصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤}⁣[الإخلاص]، وقال تعالى حاكياً ومقرراً: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا}⁣[الجن: ٣]، وقال تعالى سبحانه: {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ}⁣[الأنعام: ١٠١]، وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا}⁣[الإسراء: ١١١]، وقد صح⁣(⁣١) بما يأتي إن شاء الله تعالى.

فصل [في استحالة الفناء على الله]

  والله سبحانه لا يجوز عليه الفناء؛ لأن الفناء لا يكون إلا بقدرة قادر؛ إذ لا تأثير لغير القادر كما مر، والله سبحانه ليس من جنس المقدورات، فلا تعلق به القدرة؛ لما مر⁣(⁣٢).

  بعض العلية: بل لأن ذاته أوجبت وجوده، والذات ثابتة في الأزل وهو لا يتخلف عنها، كما مر لهم.

  لنا: ما مر عليهم⁣(⁣٣)، وإن يسلم ما ادعوه لزم وجود سائر الذوات بذلك الإيجاب عندهم؛ حيث جعلوها ثابتة في الأزل؛ إذ هو إيجاب بلا اختيار، فما وجود بعض الذوات به أولى من بعض كما مر لنا، ولزم عدم فنائها كذلك⁣(⁣٤)، وذلك باطل بما يأتي⁣(⁣٥) إن شاء الله تعالى.


(١) أي: القرآن والاستدلال به. تمت من كتاب عدة الأكياس

(٢) من أنه ليس بجسم ولا عرض فاستحال عليه الفناء.

(٣) من أنه لا تأثير للعلة وأن صفاته ذاته، وأن وجود الموجود هو الموجود.

(٤) أي كما قالوه في ذات الله تعالى. تمت من كتاب عدة الأكياس

(٥) في فصل فناء العالم. تمت من كتاب عدة الأكياس