فصل
فصل
  والله لا إله غيره.
  خلافاً للوثنية، والثنوية(١)، والمجوس(٢)، وبعض النصارى.
  قلنا: من لازم كل كفؤين اختلاف مراديهما، فـ {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢] و {لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}[المؤمنون: ٩١]، ولرأينا آثار صنع كل واحد، ولأتتنا رسلهم، ولم يقع شيء من ذلك فهو إما أن يكون لعدم الآلهة إلا الله، فهو الذي نريد.
  أو للاضطرار إلى المصالحة أو لقهر الغالب المغلوب، وأياً ما كان فهو عجز، والعجز لا يكون إلا للمخلوقين، إذ هو وَهَن العُدد والآلات، وليست إلا للمخلوقين؛ لما ثبت من غناه سبحانه عن كل شيء لما مر، وذلك مبطل لكونهم آلهة، ولأن المخلوق ليس بكفء للخالق؛ لكونه مملوكاً، والمملوك لا يشارك المالك في ملكه.
فرع
  العترة $ والجمهور: ولا قديم غير الله تعالى، خلافاً لمن أثبت معاني(٣) قديمة وكلاماً قديماً(٤).
  قلنا: يلزم أن يكون للقدماء ما له تعالى من الإلهية لعدم المخصص ولعدم الفرق، وقد بطل أن يكون غيره إلهاً بما مر.
(١) الثنوية هم: من أثبت مع الله إلهاً غيره، وتطلق على من قال بإلهين إله خير وإله شر، وهم فرق كثيرة. تمت من حواشي الإصباح على المصباح.
(٢) المجوس: هم الذين يقولون بصانعين: (يزدان) وهو فاعل الخير بزعمهم وهو عندهم الله تعالى عن قولهم. و (إهرمن) وهو الشيطان فاعل الشر، ويقولون: (إهرمن) حدث من فكرة (يزدان) الردية، ولهم أقوال ظاهرة الفساد سريعة البطلان. تمت مجموع السيد حميدان #.
(٣) هم الأشعرية والكرامية.
(٤) هم الأشعرية والحشوية.