[علاقات المجاز]
  وقد زيد غير ذلك، وهي داخلة فيما ذكرت إلا إطلاق المعرف على المنكر نحو: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}[البقرة: ٥٨]، أي: باباً من أبوابها.
  والصحيح أنه من أقسام المعرف باللام حقيقة، ويسميه نجم الدين(١) بالتعريف اللفظي.
  إذا عرفت ذلك، امتنع أن يجرى لله من المجاز ما يستلزم علاقته التشبيه.
  وأما نحو قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}[القصص: ٨٨] فعلاقته الزيادة في القول، لا من تسمية العام باسم الخاص(٢).
  وأما قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥]، وقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}[المائدة: ٦٤]، وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر: ١٤]، وقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}[المائدة: ١١٦]، فالعلاقة المشاكلة في القول، عبر عن قدرته تعالى في الأولى بقوله: {بِيَدَيَّ}[ص: ٧٥]، لتشاكل كلمةَ اليدِ المقدرةَ الخاطرة بذهن المخاطب عند سماعه لقوله تعالى: {خَلَقْتُ}[ص: ٧٥]، لما كان المخاطب لم يشاهد مزاولة صنع إلا باليدين، ونظيرُه: {صِبْغَةَ اللَّهِ}[البقرة: ١٣٨]، كما مر.
  وعبر ø عن نعمته في الثانية بكلمة اليدين؛ لتشاكل كلمة اليد فيما حكاه الله تعالى عن اليهود حيث قالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}[المائدة: ٦٤]، ونظيره: «قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً».
  وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}[القمر: ١٤]؛ كالأول، عبر عن حفظه تعالى للسفينة بقوله: {بِأَعْيُنِنَا} مشاكلة لكلمة العين المقدرة الخاطرة بذهن السامع،
(١) هو رضي الدين بن محمد بن الحسن الاستراباذي النحوي المشهور، وهو صاحب كتاب شرح كافية ابن الحاجب وشافيته.
(٢) قال في الشرح: لا من تسمية الكل باسم الجزء.