الأساس لعقائد الأكياس ط أهل البيت،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[علاقات المجاز]

صفحة 67 - الجزء 1

  وقد زيد غير ذلك، وهي داخلة فيما ذكرت إلا إطلاق المعرف على المنكر نحو: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}⁣[البقرة: ٥٨]، أي: باباً من أبوابها.

  والصحيح أنه من أقسام المعرف باللام حقيقة، ويسميه نجم الدين⁣(⁣١) بالتعريف اللفظي.

  إذا عرفت ذلك، امتنع أن يجرى لله من المجاز ما يستلزم علاقته التشبيه.

  وأما نحو قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}⁣[القصص: ٨٨] فعلاقته الزيادة في القول، لا من تسمية العام باسم الخاص⁣(⁣٢).

  وأما قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}⁣[ص: ٧٥]، وقوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}⁣[المائدة: ٦٤]، وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}⁣[القمر: ١٤]، وقوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ}⁣[المائدة: ١١٦]، فالعلاقة المشاكلة في القول، عبر عن قدرته تعالى في الأولى بقوله: {بِيَدَيَّ}⁣[ص: ٧٥]، لتشاكل كلمةَ اليدِ المقدرةَ الخاطرة بذهن المخاطب عند سماعه لقوله تعالى: {خَلَقْتُ}⁣[ص: ٧٥]، لما كان المخاطب لم يشاهد مزاولة صنع إلا باليدين، ونظيرُه: {صِبْغَةَ اللَّهِ}⁣[البقرة: ١٣٨]، كما مر.

  وعبر ø عن نعمته في الثانية بكلمة اليدين؛ لتشاكل كلمة اليد فيما حكاه الله تعالى عن اليهود حيث قالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}⁣[المائدة: ٦٤]، ونظيره: «قلت اطبخوا لي جبة وقميصاً».

  وقوله تعالى: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}⁣[القمر: ١٤]؛ كالأول، عبر عن حفظه تعالى للسفينة بقوله: {بِأَعْيُنِنَا} مشاكلة لكلمة العين المقدرة الخاطرة بذهن السامع،


(١) هو رضي الدين بن محمد بن الحسن الاستراباذي النحوي المشهور، وهو صاحب كتاب شرح كافية ابن الحاجب وشافيته.

(٢) قال في الشرح: لا من تسمية الكل باسم الجزء.