الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن خطبة له # في الاستسقاء:

صفحة 134 - الجزء 1

  زمانا: إن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب # مائة كلمة كل كلمة، منها تفي بألف كلمة من محاسن كلام العرب، قال: وكنت أسأله دهرا بعيدا أن يجمعها لي ويمليها علي، وكان يعدني بها ويتغافل عنها ضنا بها. قال: فلما كان آخر عمره أخرج يوما جملة من مسوّدات مصنفاته، فجمع منها تلك الكلمات، وأخرجها إليّ بخطه، فكانت الكلمات المائة هذه:

  لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا. الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم. ما هلك امرؤ عرف قدره. قيمة كل امرئ ما يحسن. من عرف نفسه فقد عرف ربه. المرء مخبوء تحت لسانه. من عذب لسانه كثر إخوانه. بالبرّ يستعبد الحرّ. بشر مال البخيل بحادث أو وارث. لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما قال. الجزع عند البلاء تمام المحنة. لا ظفر مع بغي. لا ثناء مع كبر. لا برّ مع شح. لا صحة مع نهم. لا شرف مع سوء أدب. لا اجتناب لمحرّم مع حرص.

  لا راحة لحسود⁣(⁣١). لا سؤدد مع انتقام. لا محبة مع مراء. لا زيارة مع زعارّة⁣(⁣٢). لا صواب مع ترك المشورة. لا مروءة لكذوب. لا وفاء لملول. لا كرم أعزّ من التقى. لا شرف أعلى من الإسلام. لا معقل أحرز من الورع. لا شفيع أنجح من التوبة. لا لباس أجمل من السلامة. لا داء أعيا من الجهل. لا مرض أضنى من قلة العقل. لسانك يقتضيك ما عودته. المرء عدو ما جهله. رحم الله امرأ عرف قدره ولم يتعد طوره. إعادة الاعتذار تذكير بالذنب. النصح بين الملأ تقريع. إذا تم العقل نقص الكلام. الشفيع جناح الطالب. نفاق المرء ذلة. نعمة الجاهل كروضة على مزبلة. الجزع أتعب من الصبر. المسؤول حر حتى يعد. أكبر الأعداء أخفاهم مكيدة. من طلب ما لا يعنيه فاته ما يعينه. السامع للغيبة أحد المغتابين. الذلّ مع الطّمع. الراحة مع اليأس. الحرمان مع الحرص. من كثر مزاحه


(١) في (ج): مع حسود.

(٢) الزعارّة: شرسة الخلق ولا فعل له مختار ص ٢٧٢.