فصل: [في فضل أهل البيت]
  آبائه عن علي # قال قال رسول الله ÷: «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإيمان وليّا من أهل بيتي، موكّلا به، يذب عنه، يعلن الحق، وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولى الأبصار، وتوكلوا على الله»(١).
  وبالإسناد إليه # يرفعه إلى أبي هريرة قال: نظر النبي ÷ إلى علي وفاطمة والحسن والحسين $ فقال: «أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم»(٢) وبالإسناد إليه يرفعه إلى محمد بن الحسين بن علي بن الحسين(٣) عن أبيه عن جده عن علي # قال: زارنا رسول اللّه ÷ فعملنا له خزيرة(٤) وأهدت إلينا أم أيمن قعبا من لبن وزبدا وصحفة من تمر، فأكل رسول اللّه ÷ وأكلنا معه، ثم توضأ رسول الله ÷ فمسح رأسه ولحيته بيده ثم استقبل القبلة، ودعا الله جل ذكره ما شاء ثم أكبّ إلى الأرض بدموع غزيرة مثل المطر، ثم أكبّ إلى الأرض ففعل ذلك ثلاث مرات، فهبنا أن نسأله ÷، فوثب الحسين فأكب على رسول الله ÷ وبكى، فضمّه طليه وقال له: «بأبي أنت وأمي وما يبكيك؟»، فقال: يا أبت إني رأيتك تصنع ما لم تصنع مثله، فقال:
  «يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسر بكم قبله، وإن حبيبي جبريل أتاني فأخبرني بأنكم قتلى، وأن مصارعكم شتى، فحزّنني ذلك فدعوت الله لكم «فقال الحسين #: يا رسول الله من يزورنا على تشتتنا وتباعد قبورنا؟
  فقال: رسول الله ÷ «طائفة من أمتي يريدون بذلك بريّ وصلتي، إذا كان
(١) الأمالي ١١٩.
(٢) أمالي أبي طالب ١١٠، الترمذي ٥/ ٦٥٦ رقم ٣٨٧٠، ابن ماجة رقم ١٤٥، الطبراني ٣/ ٤٠ رقم ٢٦١٩، ٢٦٢١، والمستدرك ٣/ ١٤٩، والبداية والنهاية ٨/ ٢٢٣، كنز العمال ١٢/ ٣٤١٥٩، ٣٤١٦٤، ومجمع الزوائد ٩/ ١٦٩.
(٣) ولد سنة ١١٤ هـ مدني نزل الكوفة، روى عن أبيه عن جده وتوفي سنة ١٨١ هـ. معجم الرجال لأبي القاسم الخوئي ١٧/ ١٨.
(٤) شبه عصيدة مع اللحم. القاموس ص ٤٩١.